في لحظة مؤلمة تألّق الحزن في عيني السيدة فيروز، التي ظهرت للمرة الأولى منذ سنوات أمام الجمهور، وهي تودّع نجلها الموسيقار زياد الرحباني في مراسم موحَدة جمعَت العائلة والأصدقاء في كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة -كفيا، شمال شرق بيروت.

ظهر الحزن العميق واضحًا على ملامح فيروز، التي كانت برفقة ابنتها ريما الرحباني، وسط أجواء مهيبة جعلت الجمهور يتفاعل بتعاطف كبير مع أيقونة من رموز الفن العربي التي قلما  تظهر  .

منذ سنوات، اختارت فيروز الابتعاد عن الأضواء، مكتفية بإرسال صور قصيرة عبر حسابات ابنتها، دون أي مناسبات علنية أو مقابلات. لذلك كان ظهورها في جنازة ابنها لحظة استثنائية تعكس ما تحمله من إشعاع إنساني وروحي تجاه مواضيع الحزن والدور العائلي  .

بالرغم من قسوة الفقد، فإن هذه الإطلالة تذكّر الجمهور بأن فيروز لا تزال حاضرة في وجدان اللبنانيين والعرب، لا بصوتها وحده، بل بموقفها الإنساني والتفاني في أمومتها ورعايتها لأبنائها، بمن فيهم شقيق زياد، هيلي الرحباني، الذي اعتنت به طيلة سنوات رغم وضعه الصحي  الخاص  .

فيروز، رمز السمو والبساطة، أثبتت مرة أخرى أن غيابها عن الساحة لا يعني غياب تأثيرها، وأن طلتها هذه كانت رسالة صامتة، لكنها قوية، بما تمتلكه من وقار وأصالة.