"اللحوم بين الفوائد والمخاطر: ماذا يقول العلم؟"
تُعد اللحوم من أبرز مصادر الغذاء في العالم، إذ تحتل مكانة رئيسية على موائد الشعوب منذ آلاف السنين، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية ونكهتها الغنية. ومع ذلك، فإن استهلاكها يجب أن يكون معتدلًا ومدروسًا، لأن الإفراط فيها قد يرتبط بمشاكل صحية متعددة. فكيف نوازن بين فوائد اللحوم وأضرارها؟ ومتى تتحول من غذاء مفيد إلى خطر يهدد الصحة؟
فوائد اللحوم للجسم :
اللحوم، وخاصة اللحوم الحمراء والبيضاء (كالدجاج والأسماك)، تُعد مصدرًا غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية الأساسية، وأهمها:
1. البروتين الكامل:
اللحوم تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يجعلها مثالية لبناء العضلات وتجديد الخلايا.
2.الحديد الهيم :
يمتص الجسم الحديد الموجود في اللحوم بشكل أفضل من الحديد النباتي، مما يقي من فقر الدم ويُعزز النشاط والطاقة.
3. فيتامين B12 :
ضروري لصحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء، ويتواجد بكثرة في اللحوم ولا يمكن الحصول عليه من مصادر نباتية.
4. الزنك والسيلينيوم :
يساعد الزنك على تقوية جهاز المناعة، بينما يدعم السيلينيوم صحة الغدة الدرقية ومضادات الأكسدة في الجسم.
5. أوميغا-3 (في الأسماك) :
مفيد لصحة القلب والدماغ ويقلل من الالتهابات ويُحسّن المزاج.
أضرار الإفراط في تناول اللحوم
رغم فوائدها، فإن تناول اللحوم بكثرة، خاصة اللحوم الحمراء والمصنّعة، قد يكون له آثار سلبية على الصحة، ومنها:
1.أمراض القلب والشرايين :
الإكثار من اللحوم الدهنية والمصنّعة يزيد من نسبة الكولسترول الضار، ما يؤدي إلى انسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
2. السرطان :
ترتبط اللحوم المصنّعة (مثل النقانق والمرتديلا) بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
3. مشاكل الهضم:
الإفراط في اللحوم قد يؤدي إلى الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي، خاصة عند قلة تناول الألياف والخضروات.
4. أمراض الكلى :
تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني قد يُرهق الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية مسبقًا.
5. زيادة الوزن :
اللحوم عالية الدهون قد تسهم في زيادة السعرات الحرارية، وبالتالي زيادة الوزن إذا لم تُستهلك باعتدال.
نصائح لتناول اللحوم بشكل صحي
- اختر اللحوم الخالية من الدهون قدر الإمكان.
- فضّل الأسماك والدواجن على اللحوم الحمراء.
- قلّل من اللحوم المصنّعة والمحفوظة.
- اطهِ اللحوم بطريقة صحية (الشوي أو السلق بدلًا من القلي).
- تناول اللحوم بكميات معتدلة مع الخضروات والحبوب الكاملة.
- احرص على تنويع مصادر البروتين من نباتية وحيوانية.
اللحوم ليست عدوًا للصحة، بل هي جزء مهم من النظام الغذائي المتوازن إذا ما تم تناولها بشكل معتدل. تكمن الخطورة في الإفراط، وفي تجاهل الخيارات الصحية في نوع اللحوم وطريقة إعدادها. التوازن هو المفتاح؛ فلنأكل ما ينفعنا دون أن نُثقِل أجسادنا بما يضرها.