تحديثات الأخبار

في أحد الأزقّة الهادئة وبينما كان مدير تنفيذي يقود سيارته الفارهة الجديدة في طريق ضيّق، برز طفل صغير فجأة من بين صفوف السيارات المصطفّة على جانبي الطريق. ضغط الرجل فوراً على المكابح وتوقّف، لتفادي اصطدامٍ كاد أن يكون ميتاً.

وبعد ثوانٍ من مروره، سُمع صوت قويّ ارتطم بجانب السيارة. كان حجرًا كبيرًا اخترق سكون اللحظة، وأصاب السيارة إصابة واضحة! ترجّل الرجل بسرعة، تفحّص الخدش الغائر في باب مركبته، وتوجّه غاضبًا نحو مصدر الحجر حيث وقف الطفل نفسه، خائفًا لا يقوى على الحراك.

وبنبرةٍ قاسية قال الرجل:

“لماذا رميت الحجر؟ هل تعرف كم كلّفتني هذه السيارة؟!”

ردّ الطفل بصوت مكسور ونظرة منكسرة:

“أنا آسف… لم أكن أعرف ماذا أفعل، حاولت أن أوقف أيّ سيارة، لكن لم يتوقّف أحد… أخي وقع عن كرسيّه المتحرّك وهو يتألّم، ولم أستطع أن أرفعه وحدي. هو هناك… خلف السيارات”.

 توقّف الزمن للحظة. نظر الرجل إلى حيث أشار الطفل، فرأى ولدًا آخر على الأرض يتلوّى من الألم، وإلى جانبه كرسيّ متحرّك منقلب. تلاشت كلّ ملامح الغضب من وجهه، وركض ليساعد الطفل المصاب، فرفعه بلُطف وأجلسه على الكرسي مجددًا، ثم تأكّد من سلامته وضمّد جراحه بما توفر لديه.

وحين همّ بالرحيل، أوقفه صوت الطفل الذي رمى الحجر وهو يقول:

“شكرًا لك يا سيدي… حفظك الله”.

عاد الرجل إلى سيارته ببطء، لكن قلبه لم يعد كما كان. نظر إلى أثر الضربة على بابه الأمامي، ولم يُفكر لحظة في إصلاحه. بل قرّر أن يُبقي الخدش كما هو، ليذكّره بهذه التجربة. كان ذلك الحجر بمثابة جرس إنذار؛ رسالة صامتة من الحياة تقول:

“لا تمضِ في الحياة مسرعًا إلى درجةٍ لا تتوقف فيها إلا إذا رماك أحدهم بحجر!”

الرسالة الأعمق

الحياة تهمس لنا دومًا… ترسل إشارات تحذيرية وهمسات خفية نغفل عنها حين ننشغل كثيرًا بالماديات والمظاهر. وحين لا نُصغي، تضطر أن توقظنا بحجر، وربما بخسارة أو أزمة، تُجبرنا على التوقّف، والتأمّل، وإعادة النظر.

فهل ننتظر الحجر؟ أم نختار أن ننصت لهمسات الحياة في الوقت المناسب؟