تحديثات الأخبار

من بين القصص التي تناقلتها الأجيال على مرّ العصور، تبرز أسطورة النسور السبعة المرتبطة باسم لقمان الحكيم، ذلك الرجل الذي عُرف بالحكمة والبلاغة والنظر العميق في أسرار الحياة. تحمل هذه القصة في طيّاتها معاني فلسفية عميقة حول عمر الإنسان، ومراحل الحياة، وحكمة الخالق في توزيع الأرزاق والأعمار.

 القصة 

يُحكى أن لقمان الحكيم سأل الله تعالى أن يُطل عمره ليشهد تطور الحياة ويتأمل في سنن الكون. فاستجاب الله له، وأخبره أن عمره سيمتد بطول أعمار سبعة نسور متعاقبة، أي أنه سيعيش حتى يموت آخر هذه النسور.

فكان لقمان يُراقب النسور واحدًا تلو الآخر، وكلما مات نسرٌ منها، أحسّ بقرب مرحلة جديدة من حياته. وكان كل نسر يعيش عمرًا طويلاً، يشهد لقمان خلاله تغيرات الزمان والناس، حتى شعر بثقل السنين، وتمنى أن تعود به الأيام شابًا كما كان أول مرة.

المغزى والحكمة

تُظهر هذه الأسطورة أن العمر مهما طال، يبقى محدودًا، وأن الحكمة ليست في طول الحياة، بل في حُسن استغلالها. فقد أدرك لقمان الحكيم أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أثره وعلمه وأخلاقه، لا في عدد السنين التي يعيشها. كما تُعبّر الأسطورة عن دورة الحياة: الطفولة، الشباب، النضج، ثم الشيخوخة — تمامًا كما تتجدد النسور وتطير ثم تهوي في نهاية المطاف.

أسطورة النسور السبعة مع لقمان الحكيم ليست مجرد حكاية خيالية، بل درس في الفلسفة الإنسانية، يدعونا للتفكر في معنى الزمن والحياة، وأن نسعى لأن نترك وراءنا أثرًا طيبًا يخلّدنا، مهما كانت أعمارنا قصيرة أو طويلة.

 العبرة من القصة

تُعلّمنا أسطورة النسور السبعة مع لقمان الحكيم أن طول العمر ليس هو السعادة الحقيقية، بل أن تعيش كل يومٍ بمعنى وغاية. فليس المهم كم سنة نحيا، بل كيف نحياها، وماذا نترك خلفنا من أثرٍ طيبٍ وكلمةٍ صادقةٍ وعملٍ نافعٍ. علّمنا لقمان الحكيم أن الحكمة لا تأتي من السنين، بل من التأمل والفهم والعمل الصالح. فاحرص أن تكون حياتك مليئة بالقيم، لا بالأيام فقط 

المراجع:

  1. القرآن الكريم – سورة لقمان.

  2. كتاب لقمان الحكيم وأقواله – دار الفكر العربي.

  3. مقالات تراثية في موقع الجزيرة نت.

  4. موقع Storytel العربية – قسم الحكايات القديمة.