تحديثات الأخبار

حين حاول الإنسان أن يطير... قصة عباس بن فرناس

 في صباحٍ أندلسيٍّ غائم، قبل أكثر من ألف عام، ارتقى رجلٌ سبعينيّ الهضبة المطلّة على قرطبة، ووقف ثابتًا كمن يواجه السماء لا ليتأملها، بل ليخترقها. ذلك الرجل لم يكن أميرًا ولا شاعرًا يلقي قصيدته، بل كان العالم المسلم عباس بن فرناس، الذي قرر أن يفعل ما لم يتجرأ عليه أحدٌ من قبله: أن يُحلّق.
عباس بن فرناس هو واحد من أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، واشتهر بإسهاماته في مجالات متعددة، بما في ذلك الطيران، الرياضيات، والفلك. عُرف بفضل شجاعته وفضوله العلمي، وهو رمز للابتكار والتقدم في العصور الوسطى.

حياته وولادته:

 وُلِد عباس بن فرناس في القرن التاسع الميلادي، في قرية "إلبيرة" بالقرب من مدينة قرطبة في الأندلس، والتي كانت تُعَد واحدة من المراكز الثقافية والعلمية الهامة آنذاك. نشأ في بيئة خصبة مليئة بالعلم والعلماء.

نشأته:

تلقى عباس بن فرناس تعليمه في المدارس القرطبية، حيث درس الفلسفة، الرياضيات، الفلك، وأيضًا أدب الشعر. كانت لديه شغف كبير بالمعرفة، مما دفعه للانغماس في دراسات متنوعة، ومن هنا بدأ يظهر شغفه بالطيران.

أبرز إنجازاته:

  •  تجارب الطيران:

يُعتبر ابن فرناس من أوائل الذين حاولوا الطيران. في عام 875 ميلادي، قام بتصميم جناحين كبيرين من الحرير والريش، وحاول الطيران من قمة جبل. ورغم أن تجربته لم تكلل بالنجاح الكامل، إلا أنه سجل سابقة مهمة في تاريخ الطيران.

  • إنجازات علمية أخرى:

د بالإضافة إلى الطيران، برع ابن فرناس في الفلك، وصنع جهازاً يُعرف بـ"الساعة المائية" وظل متابعة حركة النجوم والأجرام السماوية.
الشعر والأدب: كان شاعراً وموهوباً في الأدب، وكتب العديد من القصائد التي تعكس فهمه العميق للغة وللثقافة.

  • صفاته:

عباس بن فرناس كان معروفاً بشجاعته وفضوله العلمي. كما تميز بالتواضع والشغف الحقيقي للمعرفة. كان يؤمن بأن العلم يمكن أن يحسن حياة البشر، وكرّس حياته لخدمة هذا المبدأ.

  • وفاته:

توفي عباس بن فرناس في عام 888 ميلادي، وترك وراءه إرثًا علميًا وثقافيًا يؤكد على دور المسلمين في تطوير العلوم والابتكارات.

  • بماذا اشتهر؟

 اشتهر عباس بن فرناس بأنه أحد رواد الطيران، إذ أُطلق عليه لقب "أبو الطيران"، وتظل تجربته جزءًا من تاريخ الطيران. كما يُعتبر رمزاً للإبداع والفضول في العلوم، ودلالة على غنى الثقافة العربية والإسلامية في تلك الفترة.

يظل عباس بن فرناس شخصية بارزة في تاريخ العلم والتكنولوجيا، حيث مثّل درباً للعديد من العلماء والمخترعين الذين جاءوا بعده. لم يكن مجرد مكتشف، بل كان محركًا للتفكير العلمي والابتكار، مما يجعله رمزاً من رموز الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى.

لقراءة المزيد عن الادب...انقر هنا