تحديثات الأخبار

مدينة القدس

اخترنا في هذه المقالة الحديث عن واحدة من المدن الفلسطينية؛ ألا وهي مدينة القدس الشريف، عاصمة فلسطين التاريخية. سنتناول موقعها الجغرافي وأهمّ معالمها السياحية الإسلامية والمسيحية، والتي يقصدها الناس من مختلف أنحاء العالم لقدسيتها ومكانتها الدينية على وجه الخصوص.

لقراءة المزيد عن مدينة القدس...انقر هنا

  • الموقع

تقع مدينة القدس على بُعد 60 كم شرقي البحر الأبيض المتوسط ومدينة تل أبيب، بينما يبعد البحر الميت عنها حوالي 35 كم، ويُعدّ البحر الميت أدنى نقطة مائية في العالم. ويُقال إن البحر الميت هو المكان الذي هلك فيه قوم لوط، الذين عصوا الله سبحانه وتعالى.

تجاور القدس عدداً من المدن والبلدات؛ منها غزة وبيت لحم من الجنوب، والخليل وأبوديس من الشرق، وتل أبيب ويافا ونابلس ورام الله والناصرة وأم الفحم من الشمال. وترتفع القدس حوالي 720 إلى 830 متراً عن سطح البحر، وهي محاطة بالأنهار والوديان.

الجزء الأصيل من القدس يُسمّى المدينة القديمة، والتي تقع شرق المدينة، وهي محاطة بجدران بُنيت منذ عهد السلطان العثماني سليمان القانوني. تبلغ مساحة المدينة القديمة نحو 1 كم²، وقد بُنيت على منطقة جبلية، مما منحها موقعاً جغرافياً استراتيجياً مميزاً، إذ تقع على أعلى منطقة في القدس.

  • معالم السياحة الإسلامية

تُعدّ مدينة القدس من الوجهات السياحية التي يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. فقد كانت قبلة المسلمين الأولى تتجه إلى القدس، ثم تحوّلت إلى مكة المكرمة، لتظلّ قبلة المسلمين حتى يومنا هذا.

يوجد في القدس قبة الصخرة المشرفة، التي عرج منها الرسول ﷺ إلى السماوات العُلى في ليلة الإسراء والمعراج. وقد جاءت فكرة بناء قبة الصخرة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث ارتأى أن تُقام قبة تزين الصخرة التي شهدت معراج الرسول الكريم. كما تضم القدس أيضاً المسجد الأقصى المبارك، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، ويُعدّ من أقدس المساجد عند المسلمين.

  • معالم السياحة المسيحية

تُعدّ القدس محطّ أنظار للطوائف المسيحية من جميع أنحاء العالم، لوجود كنيسة القيامة فيها. وقد بُنيت هذه الكنيسة على يد الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير. وتُعرف الكنيسة بجمال زخارفها وروعة تصميمها الهندسي، وما زالت قائمة حتى اليوم.

ويجدر الذكر أنّ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عند فتحه القدس، أعطى الأمان لأهلها، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم وكنائسهم وأنفسهم. ومنذ ذلك الوقت ظلّت مظاهر التعايش قائمة حتى يومنا هذا بين المسلمين والمسيحيين في المدينة.

الأهمية الاستراتيجية

تُعدّ فلسطين عموماً، والقدس على وجه الخصوص، ذات موقع جغرافي استراتيجي مهم، مما جعلها محطّ أنظار القوى الاستعمارية عبر التاريخ. فقد تعاقبت عليها قوى متعددة، مثل الاحتلال البريطاني، ثم الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال جاثماً على الأراضي الفلسطينية حتى اليوم.

والحديث عن المدن الفلسطينية يطول؛ فجميع مدن فلسطين تحمل من المميزات التاريخية والجغرافية والحضارية ما يستحق الذكر والوقوف عنده