فلسطين
تُعدّ فلسطين واحدة من أهم بقاع الأرض وأكثرها قدسية على مرّ التاريخ، فهي قلب الأمة العربية النابض ومسرح نضالها المستمر. وتمتاز بمكانة روحية وحضارية عظيمة، جعلتها محطّ أنظار العالم كله، وموضع اهتمام خاص لدى العرب والمسلمين. فهي أرض تجمع بين التاريخ العريق، والمكانة الدينية الرفيعة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، إضافةً إلى غناها بالمعالم السياحية والثقافية التي لا مثيل لها.
تقع فلسطين في الجهة الغربية من قارة آسيا، وتشكل الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، وهي حلقة وصل بين قارتي آسيا وإفريقيا. يحدّها من الشمال لبنان وسوريا، ومن الشرق الأردن، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب مصر. هذا الموقع المميز جعل منها نقطة تواصل بين شعوب العالم، ومعبراً رئيسياً للحضارات البشرية منذ آلاف السنين.
وتتنوع طبيعة أراضي فلسطين بين السهول والجبال والوديان، ويغلب عليها مناخ البحر الأبيض المتوسط، الذي يتميز بشتاء بارد ممطر وصيف حار جاف، مما جعلها صالحة للحياة والاستقرار منذ أقدم العصور.
-
التجارة والأهمية الاقتصادية
شكّل الموقع الجغرافي لفلسطين مركز ثقل للتجارة العالمية عبر التاريخ، حيث ربط بين طرق القوافل في الشرق، والموانئ البحرية على المتوسط في الغرب، فكانت جسراً بين الحضارات الزراعية في الشرق والصناعية في الغرب. كما لعبت دوراً محورياً في حركة البضائع، وخاصة النفط، نحو الموانئ الكبرى مثل حيفا.
فلسطين أرض عريقة شهدت ولادة حضارات قديمة عديدة، ومن أبرز مدنها التاريخية أريحا، التي تُعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة، وقد مرّت عليها حضارات متعددة تركت آثاراً خالدة في المعالم الأثرية والكتابات التاريخية.
وعلى مرّ العصور، تعاقبت على أرض فلسطين إمبراطوريات ودول كثيرة، ما جعلها سجلاً حيّاً للحضارة الإنسانية، وموطناً للشعوب التي تركت بصماتها في تاريخ البشرية.
تحظى فلسطين بمكانة روحية استثنائية، فهي مهد الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية. ففيها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي ارتبط بليلة الإسراء والمعراج. كما تحتضن قبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبية اللامعة، والتي تُعدّ من أجمل المعالم الإسلامية.
أما المسيحية، فلها حضور كبير في فلسطين، حيث وُلد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم، وتضم كنيسة المهد وكنيسة القيامة في القدس، وهما من أقدس المعالم المسيحية في العالم.
رغم ما تملكه فلسطين من تاريخ عريق ومكانة عظيمة، إلا أن حاضرها يختلف كثيراً عن ماضيها، بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى منذ عقود إلى طمس هويتها وتغيير معالمها وتهويد مقدساتها. ومع ذلك، ما زال الشعب الفلسطيني متمسكاً بأرضه وتاريخه، محافظاً على هويته الوطنية والدينية، ليبقى الأمل قائماً في الحرية والاستقلال.
لقراءة المزيد حول فلسطين..انقر هنا