قصة عقلة الإصبع: الحكاية الخرافية التي علمتنا أن الحجم لا يصنع الشجاعة
في قديم الزمان، كانت هناك امرأة طيبة القلب تتمنى أن يكون لها طفل صغير يملأ بيتها بالبهجة، لكنها لم تُرزق بأي ولد. حزنت كثيرًا، فذهبت إلى ساحرة عجوز طالبة منها المساعدة، فأعطتها الساحرة حبة شعير سحرية وقالت لها:
"ازرعيها في أصيص الزهر، وستُفاجئين بعطية السماء."
زرعت المرأة الحبة كما أوصتها الساحرة، وما هي إلا أيام حتى نبتت زهرة جميلة تشبه شمس الصباح، ولما فتحت أوراقها، خرجت منها فتاة صغيرة جدًا لا يتجاوز طولها طول الإصبع، فسُمّيت عقلة الإصبع.
رحلة الخطف والمغامرة
كانت عقلة الإصبع فتاة جميلة ولطيفة، تعيش في بيت أمها وتنام على سرير من بتلات الورد وتشرب من قطرات الندى.
لكن ذات ليلة، وبينما كانت نائمة، قفزت ضفدعة من النافذة وخطفتها لتزوّجها ابنها الصغير!
وضعتها في ورقة زنبق تطفو على الماء، لكن عقلة الإصبع لم تستسلم، وساعدها بعض الأسماك الطيبة التي قطعت الساق الذي يربط الورقة، فهربت مبتعدة مع مجرى النهر.
أصدقاء الطريق
خلال رحلتها، صادفت فراشة جميلة ربطت ورقتها بخيط وساعدتها على الطيران مع الريح، لكن خنفساء غيورة أمسكت بها واحتجزتها لبعض الوقت، ثم تركتها بعد أن شعرت بالذنب.
وهكذا، واصلت عقلة الإصبع طريقها بين الحقول والغابات، تبحث عن مأوى دافئ.
البيت الجديد والزواج المرفوض
في الشتاء البارد، وجدت جحر فأرة عجوز استقبلتها بحنان. مكثت عندها وساعدتها في أعمال البيت.
وذات يوم جاء الخلد الغني لزيارة الفأرة، وأعجب بعقلة الإصبع، وطلب الزواج منها. لكن الفتاة لم تكن تريده، لأنه كان أعمى ويكره ضوء الشمس والزهور.
عندما اقترب موعد الزفاف، حزنت عقلة الإصبع وبكت لأنها لم تكن تريد أن تعيش تحت الأرض بعيدًا عن الطبيعة.
التحرر والنهاية السعيدة
في أحد الأيام، وجدت طائرًا جريحًا في نفق الخلد، فاعتنت به حتى شُفي. وعندما جاء الربيع، طار الطائر بعيدًا شاكرًا لها معروفها.
وفي يوم الزفاف، عاد الطائر نفسه وحمل عقلة الإصبع على جناحيه، وطار بها عبر الغابات والأنهار حتى أوصلها إلى حديقة مليئة بالزهور، حيث التقت بجني صغير في حجمها، كان أميرًا لتلك الحديقة.
أُعجب الأمير بلطفها وشجاعتها، فتزوجها، ومنحها زوجًا من الأجنحة لتطير مثله، وعاشت عقلة الإصبع حياة سعيدة بين الزهور والفراشات.
العبرة من القصة
قصة عقلة الإصبع تُعلّمنا أن القوة لا تقاس بالحجم، وأن اللطف والشجاعة يمكن أن تفتح الأبواب المغلقة.
فحتى أصغر المخلوقات يمكنها أن تصنع فرقًا كبيرًا إذا كانت تملك قلبًا طيبًا وإرادة لا تعرف اليأس.
معلومات عن القصة
- الكاتب الأصلي: القصة بنسختها الأوروبية المعروفة كتبها هانس كريستيان أندرسن (Hans Christian Andersen) عام 1835 بعنوان Thumbelina.
- النوع الأدبي: قصة خرافية (Fairy Tale).
- المغزى: الشجاعة، الطيبة، الصبر، وحب الحرية.
- الفئة العمرية المناسبة: الأطفال من 6 سنوات فما فوق.