ماهو العصر الطباشيري؟
هو آخر فترات حقبة الميزوزويك (حقب الحياة الوسطى)، وقد بدأ قبل نحو 145 مليون سنة وانتهى قبل 66 مليون سنة، أي أنه امتد على مدى يقارب 79 مليون سنة، مما يجعله أطول فترة في هذه الحقبة. وقد انتهى هذا العصر بالانقراض الجماعي الشهير الذي أدى إلى اختفاء الديناصورات (باستثناء الطيور التي تعتبر امتدادًا لها).
سبب التسمية
سُمّي العصر الطباشيري بهذا الاسم نسبةً إلى الطباشير، وهو نوع من الحجر الجيري الناعم المكوّن من ترسبات دقيقة لمعادن وأصداف كائنات دقيقة بحرية، مثل الفورامنيفرا والطحالب الجيرية. وقد تراكمت هذه الترسبات بكميات ضخمة خلال هذه الفترة، وما زالت طبقاتها منتشرة في كثير من مناطق العالم.
يقسم العصر الطباشيري عادة إلى مرحلتين أساسيتين:
1.الطباشيري المبكر (Lower Cretaceous)
2.الطباشيري المتأخر (Upper Cretaceous)
وفي بعض التصنيفات القديمة، جرى تقسيمه إلى ثلاث مراحل فرعية:
• نيوكوميان (Neocomian) – المبكر.
• جاليك (Gallic) – الأوسط.
• سينونيان (Senonian) – المتأخر.
وقد دُرست صخور هذا العصر جيدًا، لكن التقديرات الزمنية الدقيقة للأعمار لا تزال محل نقاش علمي.
الأحياء في العصر الطباشيري
يمثل هذا العصر فترة انتقالية مهمة من الحياة القديمة إلى التنوع الحديث. ومن أبرز سماته:
• ظهور النباتات المزهرة (مغطاة البذور) لأول مرة وانتشارها بسرعة.
• استمرار سيطرة الديناصورات بمختلف أنواعها، سواء العاشبة أو اللاحمة.
• بداية ظهور مجموعات حديثة مثل:
• الثدييات المشيمية التي تطورت لاحقًا إلى أشكال متنوعة.
• الثعابين والسحالي.
• العديد من أنواع الأسماك الحديثة.
• تطور ملحوظ في الرخويات مثل المحار والقواقع.
العصر الطباشيري في مصر
كانت الصحراء الغربية المصرية في تلك الفترة بعيدة كل البعد عن شكلها الحالي؛ إذ غطتها مستنقعات مائية وغابات مورقة، مما جعلها واحدة من أكثر البيئات خصوبة على وجه الأرض.
• سكنت المنطقة ديناصورات عملاقة، منها العاشبة آكلة النباتات، وأخرى لاحمة ضخمة.
• عاشت أيضًا أنواع من التماسيح الضخمة، والسلاحف المائية، وكائنات بحرية في المياه التي غمرت أجزاء من شمال إفريقيا.
• تكشف الأحافير المكتشفة في الواحات البحرية والواحات الداخلة والفيوم عن تنوع مذهل للحياة في تلك الحقبة.
من أبرز الاكتشافات الحديثة:
• عام 2018، أعلنت بعثة من جامعة المنصورة عن اكتشاف ديناصور أطلق عليه اسم المنصوراصورس (Mansourasaurus shahinae).
• ينتمي هذا الديناصور إلى مجموعة السوروبودات (طويلة العنق والذيل، عاشبة)، وعاش قبل نحو 80 مليون سنة في العصر الطباشيري المتأخر (مرحلة الكامباني).
• بلغ طوله نحو 10 أمتار (33 قدمًا)، ووزنه يقارب 5.5 طن.
• يمثل هذا الاكتشاف أهمية كبيرة لأنه أول ديناصور يُعثر عليه شبه كامل في إفريقيا، ما يساعد العلماء على فهم العلاقات بين الديناصورات في القارات المختلفة.
العصر الطباشيري كان مرحلة محورية في تاريخ الأرض، إذ شهد ازدهار الحياة وتطور مجموعات جديدة، وفي الوقت نفسه كان نهاية لهيمنة الديناصورات. أما في مصر، فقد ترك هذا العصر إرثًا جيولوجيًا وأحفوريًا غنيًا، ما يجعلها واحدة من أهم المناطق لدراسة تطور الحياة في قارة إفريقيا
لقراءة المزيد عن الصحراء العربية الكبرى..اضغط هنا
لقراءة المزيد عن الحضارة المصرية القديمة..اضغط هنا
لقراءة المزيد من مقالات المجتمعات..اضغط هنا
لقراءة المزيد من مقالات مارينا..بوست..اضغط هنا