قصص قصيرة واقعية تحمل دروسًا وعبرًا
قصة حذاء غاندي
في إحدى المحطات المزدحمة، كان الزعيم المهاتما غاندي يجري مسرعًا للحاق بالقطار قبل أن يغادر، فتمكّن في اللحظة الأخيرة من القفز إلى المقطورة الأخيرة. لكن أثناء القفز، سقطت منه إحدى فردتي حذائه على السكة دون أن ينتبه في البداية، وما إن أدرك ذلك حتى خلع الفردة الثانية وألقاها بسرعة بجانب الأولى.تعجب أصدقاؤه من تصرفه الغريب وسألوه عن السبب، فابتسم غاندي قائلاً:
"سقطت فردة الحذاء الأولى ولن أستطيع استعادتها، ولا فائدة لي بالأخرى وحدها، لكن إن وجدها فقير فسيستفيد منهما معًا."هكذا علّمهم غاندي أن العطاء الحقيقي لا يُقاس بما نحتفظ به لأنفسنا، بل بما نمنحه للآخرين.
قصة الصبي والمسامير
كان هناك صبي عُرف في قريته بعصبيته الشديدة وسرعة غضبه، حتى سئم والده من تصرفاته المتكررة، فقرر أن يعلّمه درسًا عمليًا في ضبط النفس.
أعطاه كيسًا مملوءًا بالمسامير، وقال له:
"يا بني، كلما غضبت من شخص أو فقدت أعصابك، قم بدق مسمار في سياج الحديقة."
في اليوم الأول دق الصبي 37 مسمارًا، لكنه سرعان ما أدرك أن دق المسامير أمر متعب، فبدأ بالتحكم في غضبه شيئًا فشيئًا. ومع مرور الأيام، قلّ عدد المسامير حتى جاء يوم لم يدق فيه أي مسمار. فرح الأب وقال له:
"الآن يا بني، أخرج مسمارًا في كل يوم لا تغضب فيه." وبعد فترة، نزع الصبي كل المسامير. عندها أخذ الأب بيده إلى السياج وقال له:
"أنظر إلى الثقوب التي تركتها المسامير، هكذا تفعل كلمات الغضب في قلوب الناس، تترك أثرًا لا يُمحى حتى بعد الاعتذار."
وهكذا تعلم الصبي أن الكلمة الجارحة تترك ندوبًا لا تزول مهما مرّ الزمن.
قصة كما تدين تُدان
ضاق رجل ذرعًا بوالده المسن الذي يعيش معه في البيت، بعدما اشتكت زوجته مرارًا من تصرفاته، فقرر وضعه في دار للمسنين. جمع بعض حاجيات أبيه ووضع له قطعة من الإسفنج لينام عليها هناك. وبينما كان يستعد للمغادرة، قال له ابنه الصغير:
"أبي، هل يمكنني أن آخذ نصف قطعة الفراش؟"
تعجب الأب وسأله:
"ولماذا؟"
فأجاب الطفل ببراءة:
"لكي أحتفظ بها لك عندما تكبر وأضعك في دار المسنين مثله!"
توقف الرجل مذهولًا من كلمات ابنه التي اخترقت قلبه كالسهم، وبكى بحرقة. تذكّر تضحيات والده في شبابه، فعانقه وبكى قائلًا:
"لن أتركك يا أبي ما حييت." ومنذ ذلك اليوم، اعتنى بوالده بنفسه، متذكرًا أن البرّ بالوالدين دينٌ يُردّ مهما طال الزمن، فكما تدين تُدان.
دروس وعبر مستفادة:
- تُظهر هذه القصص الواقعية الثلاث أن الحكمة والعبرة يمكن أن تتجلى في أبسط المواقف.
- فمن غاندي نتعلم معنى العطاء، ومن الصبي درس الصبر وضبط النفس، ومن قصة الأب والابن عبرة الوفاء والرحمة.
- قصص قصيرة لكنها تحمل في طياتها دروسًا خالدة، تجعلنا نتأمل في تصرفاتنا ونُعيد التفكير في علاقاتنا مع الآخرين.