بيت لحم 28-10-2025- مارينا بوست - تعرض المزارعون في منطقة خلة النخلة بمدينة بيت لحم، قرب قرية واد رحال، اليوم الثلاثاء، لهجوم جديد من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد يتكرر كل موسم في فلسطين ويطال الأراضي الزراعية ومزارعيها.

وقال رئيس مجلس قروي واد رحال، حمدي زيادة، للإعلام الفلسطيني، إن مجموعة من المستعمرين اقتحمت أراضي المواطنين، من بينهم المواطن عيسى خليل عودة، وشرعوا في قطف المحاصيل والاستيلاء عليها، مشيرًا إلى أن هذه الأراضي تحتوي على محاصيل مثمرة، أبرزها الزيتون، الذي يعد مصدر رزق أساسي للكثير من العائلات.

وأضاف زيادة أن صاحب الأرض وعدد من سكان المنطقة حاولوا الدفاع عن أراضيهم وأشجارهم، إلا أنهم تعرضوا للاعتداء والضرب من قبل المستعمرين وقوات الاحتلال التي وفرت الحماية لهم، ما أدى إلى إصابة المواطن خليل محمد خلاوي (60 عامًا) بجروح ورضوض.

وتعكس الحادثة، بحسب إفادات الأهالي، واقعًا متكررًا خلال موسم الزيتون في مختلف محافظات الضفة الغربية، حيث تتحول الأراضي الزراعية إلى ساحات مواجهة بين المزارعين العزل والمستعمرين المسلحين، في ظل دعم قوات الاحتلال التي تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم للاعتناء بها والمحافظة على محاصيلهم.

ووفقًا لتقارير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد تم توثيق 158 اعتداءً على مناطق مختلفة في الضفة الغربية منذ بداية موسم قطف الزيتون الحالي، منها 17 اعتداءً نفذه جيش الاحتلال، و141 اعتداءً نفذه المستعمرون تحت حماية جنود الاحتلال، ما يعكس تصاعد الانتهاكات واستهداف أرزاق المزارعين.

وتزامنت اعتداءات المستعمرين مع قيود مشددة من قوات الاحتلال على وصول المزارعين إلى أراضيهم الواقعة قرب المستعمرات أو خلف جدار الفصل العنصري. ففي كثير من المناطق، يُسمح لأصحاب الأراضي بالدخول لأيام محدودة خلال الموسم، ما يعرض المحاصيل للتلف أو السرقة، ويجبر المزارعين على التنسيق المسبق مع سلطات الاحتلال، التي غالبًا ما تماطل في منح التصاريح أو تلغيها دون مبرر.

ولا تقتصر الانتهاكات على منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، بل تشمل اقتلاع الأشجار، حرقها، إتلاف المحاصيل وتجريف الأراضي بحجة "الأمن" أو "عدم الترخيص". وتشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى تفريغ الأراضي من أصحابها ودفعهم لتركها، في محاولة للسيطرة على الأراضي وفرض واقع استيطاني جديد.