عادات يومية تُسرّع شيخوخة البشرة: تعرفي عليها وطرق تجنّبها
البشرة، كما غيرها من أعضاء الجسم، تتأثر بعوامل داخلية (وراثية، هرمونية) وبوامل خارجية أو نمطية يمكننا التحكم بها. هذه العوامل الخارجية أو العادات اليومية تُشكّل جزءًا كبيرًا من ما يُعرف بـ “الشيخوخة الخارجية المتسارعة” (extrinsic aging). في الواقع، يُعتقد أن نحو 80% من العلامات المرئية للشيخوخة الجلدية تكون نتيجة لعوامل خارجية مثل التعرض للشمس، التلوث، العادات الغذائية، والتدخين.
PMC
في هذا المقال، نلقي الضوء على أبرز العادات التي قد تسرّع شيخوخة البشرة، نشرح لماذا هي مضرة، ونقدّم نصائح عملية لتجنّبها والحفاظ على صحة البشرة لأطول مدى ممكن.
لماذا تتجعد البشرة وتشيخ؟ نظرة علمية مبسّطة
قبل التعمّق في العادات، من المفيد أن نفهم التغيّرات التي تحدث في البشرة مع التقدّم بالعمر أو بفعل العوامل الضارّة:
- يقلّ إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الأدمة، مما يضعف دعم البشرة ويُؤدّي إلى ترهّل وتجاعيد. PMC
- تتراكم الجذور الحرة (free radicals) الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس والتلوث، فتؤذي الخلايا والبنى الداخلية للجلد.PMC
- تتغيّر بنية الواجهة بين البشرة السطحية والمعمقة (epidermal-dermal junction)، حيث تصبح أكثر تسطّحاً، ما يقلّ من تماسك البشرة ومرونتها.ScienceDirect
- تتأثر البشرة مادّيًّا بالتغذية، النوم، التوتر، والعادات الحياتية الأخرى التي تُسهم في استقلاب الخلايا وتجديدها. MDPI+2
ومن ثم، فإن تجنّب العادات الضارّة يصبح سلطةً تتيح لنا أن نبطئ من ظهور التجاعيد وتدهور البشرة.
أبرز العادات اليومية التي تُسرّع شيخوخة البشرة
فيما يلي قائمة تفصيلية لأهم العادات التي يمكن أن تؤثر سلبًا على بشرتك، مع أسبابها العلمية ونصائح لتفاديها:
| العادة الضارّة |
لماذا تضرّ البشرة؟ |
كيف تتجنّبيها؟ |
| تجاهل استخدام واقٍ شمسي يوميًّا |
الأشعة فوق البنفسجية (UVA / UVB) هي العامل الرئيسي لتلف البشرة الخارجي والتجاعيد والتصبغات. تُعدّ الشمس سببًا رئيسيًا للتلف الجلدي المبكر. (American Academy of Dermatology) |
طبّقي واقٍ شمسي واسع الطيف (SPF 30 أو أكثر) يوميًا حتى في الأيام الغائمة، وأعيدي التطبيق أثناء التعرُّق أو التعرض المباشر للشمس. |
| التدخين |
يُقلل من تدفّق الدم إلى الجلد ويُدمّر الكولاجين والإيلاستين، ويُسرّع تكون التجاعيد خصوصًا حول الفم. تشير دراسات إلى كثرة التجاعيد حول الفم في المدخنين. (American Academy of Dermatology) |
الإقلاع عن التدخين يعدّ خطوة أساسية لحماية البشرة وتحسين مظهرها. |
| الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات المكرّرة |
يسبب السكر ظاهرة تسمى “الغلايشن” (glycation) حيث ترتبط جزيئات السكر مع الكولاجين، فتُضعفه وتجعل البشرة أقل مرونة. (PMC) |
قلّلي من الحلوى، المشروبات المُحلّاة، الكربوهيدرات البيضاء، وزيدي من الفواكه، الخضروات، البروتينات الجيدة والمُضادات الأكسدة. |
| قلة النوم أو النوم الرديء |
أثناء النوم تحدث عمليات إصلاح وتجديد للبشرة؛ قلة النوم تزيد التوتر، وتُفرز هرمون الكورتيزول الذي يُدمّر الكولاجين. (Cleveland Clinic) |
احرصي على 7-9 ساعات نوم ليلي منتظم في بيئة مناسبة (ظلام، هدوء). |
| الإجهاد المزمن |
التوتر المستمر يرفع مستويات الكورتيزول، ما يُعيق عملية التجديد الجلدي ويُفسد التوازن الخلوي. (Cleveland Clinic) |
جرّبي تقنيات الاسترخاء كالتأمّل، التنفّس العميق، ممارسة الهوايات، تنظيم الوقت لتخفيف التوتر. |
| قلة النشاط البدني أو التمارين |
التمارين تُحسّن الدوران الدموي وتغذية البشرة، وتُحفّز إنتاج مكوّنات الدعم (ECM) في الأدمة. دراسات أظهرت أن التمارين المقوّية تساهم في زيادة سمك الأدمة وتجديدها. (Nature) |
مارسي نشاطًا متوسطًا إلى قويًا عدة مرات أسبوعياً (مشي، مقاومة، تمارين قلبية) مع الحفاظ على نمط حياة نشط. |
| الإفراط في التقشير والمنتجات القاسية |
الاستخدام المفرط للمواد الكاشطة أو الأحماض القويّة يُمكن أن يُضعف الحاجز الواقي للبشرة، يسبّب التهيّج والتقشّرات والإفرازات المفرطة. (Golden State Dermatology) |
استخدمي تقشيرًا خفيفًا (1-2 مرة أسبوعياً)، اختاري منتجات لطيفة، وادعمي الحاجز بالرطوبة والمرطّبات. |
| عدم ترطيب البشرة بانتظام وإهمال شرب الماء |
البشرة التي تُركت جافة تفتقر إلى الليونة، وتظهر التجاعيد والخشونة بشكل أسرع. (Harvard Health) |
اشربي كمية كافية من الماء يوميًا، واستخدمي مرطّب يناسب نوع بشرتك صباحًا ومساءً. |
| شرب الكحول بإفراط |
يُسبّب جفاف البشرة ويُضعف البنى الداخلية نتيجة فقدان الماء والتأثير السلبي على الكولاجين. (Westlake Dermatology & Cosmetic Surgery®) |
قلّلي أو تجنّبي الكحول، وإذا شربتِ — اصحبي ذلك بماء كثير ووجبات غذائية جيدة. |
| استخدام المكياج دون تنظيف ليلاً |
النوم بالمكياج يُسدّ المسام ويعيق التجديد الليلي ويُعزّز الأكسدة الداخلية للبشرة. (American Academy of Dermatology) |
اجعلي إزالة المكياج وتنظيف البشرة آخر خطوة ليلية دائمًا، واستخدمي منظّفًا لطيفًا. |
استراتيجيات مضادة للشيخوخة: ماذا تفعلين؟
إلى جانب تجنّب العادات الضارّة، إليك أهم الاستراتيجيات التي يُنصح بها أطباء الجلد والعلماء:
- حماية يومية من الشمس :من دون مبالغة: واقٍ الشمس هو العمود الفقري لأي روتين مضاد للشيخوخة. . American Academy of Dermatology+2Frontiers+2
- استخدام مضادات الأكسدة في النظام الغذائي : مثل فيتامين C، فيتامين E، والبوليفينولات، فهي تحارب الجذور الحرة التي تُسرّع تلف الخلايا.
- اعتماد روتين عناية لطيف ومُرطّب : اختر منتجات غير مهيّجة ذات تركيبات داعمة للحاجز الجلدي، وقلّل التحفيز الميكانيكي.
- النوم الجيد وإدارة التوتر : كما ذُكر أعلاه، لا يكتمل روتين العناية بالبشرة بدون نوم كافٍ وتقليل التوتر.
- ممارسة الرياضة بانتظام : الأبحاث تشير إلى أن التمارين المقاومة (مثل رفع الأثقال) قد تساعد في تجديد سمك الأدمة وتحسين مرونة البشرة.Nature+1
- التغذية الجيّدة والمكملات حين تحتاجين : اتّبعي حمية متوازنة تشمل الفواكه، الخضروات، البروتين الجيد، والدهون الصحية، مع تفادي السكريات المكرّرة.
شيخوخة البشرة ليست أمراً لا يمكن تجنّبه، بل هي عملية تتأثّر بشدّة بالعادات اليومية التي نتّبعها. بالوعي والتغيير المُدروس — مثل الاعتماد على واقٍ الشمس، التغذية السليمة، النوم الكافي، النشاط البدني، والترطيب — يمكنكِ أن تؤخّري ظهور التجاعيد وتُبقي بشرتك أكثر شبابًا ونضارة.