من وراء الشاشة... هاتف يحوّل الألم إلى أمل فلسطيني
في غرفة صغيرة بغزة، يجلس طفل بين ذراعي والدته، تتساقط دموعها بينما تهتز جدران البيت بصوت الانفجارات، كل ما تملكه الأم هو هاتفها المحمول، بلمسة سريعة، تتصل بأخصائية اجتماعية عبر "واتساب"، دقائق قليلة، كلمات مطمئنة، وإرشادات بسيطة، وتهدأ أنفاس الطفل وتستعيد الأم هدوئها.
هذه اللحظة الصغيرة تختصر الخدمة الاجتماعية الرقمية في فلسطين: التكنولوجيا كجسر بين الألم والأمل، بين الخوف والدعم، في بيئة لا تسمح باللقاءات التقليدية.
الهاتف أصبح مكتبًا
قبل سنوات، كان الأخصائي الاجتماعي يزور المنازل والمدارس والمراكز، يلتقي بالحالات وجهاً لوجه. اليوم، أصبح الهاتف والتطبيقات الرقمية مثل "زوم"، "واتساب"، و"فيسبوك"," تك توك" ساحات العمل الاجتماعي. من خلالها تُقدّم جلسات الدعم النفسي والارشاد الفردي والجمعي، تُنظّم حملات التوعية، ويصل صوت كل فلسطيني محتاج للمساعدة، حتى في أصعب الظروف
الأمل وسط التحديات
إن من يُعايش الواقع الفلسطيني يُلاحظ طبيعة الاتصال الرقمي الذي يواجه العديد من التحديات المُتمثلة في:
- الخدمة الرقمية مليئة بالأمل, لكنها تواجه عقبات
- انقطاع الانترنت والكهرباء, خصوصا في غزه
- فجوة الوصول بين المدن والمخيمات
- حماية البيانات والخصوصية عند مشاركه القصص الحساسة
- رقابة المحتوى الفلسطيني على المنصات العالمية
كنان، أخصائي اجتماعي في خان يونس، يروي: "أحيانًا ينقطع الإنترنت في منتصف جلسة دعم، لكن كل اتصال مهما كان قصيرًا، يمنحنا شعورًا أننا نحدث فرقًا."
حلا، طالبة من بيت لحم، تضيف: "خلال كورونا، كانت جلسات الدعم النفسي عبر الإنترنت المنقذ الوحيد، شعرت أننا لسنا وحدنا."
المستقبل الرقمي الفلسطيني
هناك فرص يُمكن من خلالها تطوير الخدمة الرقمية في فلسطين وتتمثل في:
- منصات فلسطينية آمنة
- تدريب الأخصائيين على المهارات الرقمية الحديثة
- استثمار إبداع الشباب لتوسيع نطاق الدعم والخدمات
نافذة أمل
من شاشة هاتف صغير، استطاعت الأخصائية الاجتماعية الوصول إلى أسرة محاصرة بالخوف. هذه اللحظة تلخص جوهر الخدمة الاجتماعية الرقمية: تكنولوجيا تتحول إلى نافذة أمل، أداة تغيير، وطريق للوصول إلى كل فلسطيني في أصعب الظروف.