700 يوم من النار… وغزة ما زالت تنبض تحت الركام
سبعمئة يوم والليل في غزة أطول من كل ليل، ليست مجرد أرقام أو أيام، بل حياة أجيال أوقفها الدمار وظلّت تدور تحت الحصار. فصول من جحيم مفتوح على السماء، أرواح زهقت تحت الأنقاض، وأيام تحولت من حياة طبيعية إلى محاولة نجاة بكل السُبل.
على امتداد هذه الأيام، لم تهدأ السماء فوق غزة، ولم يعرف البحر طمأنينة موجه. بيوت عامرة بالضحكات تحولت إلى ركام، وطرقات نابضة بالحياة صارت شاهدة على رحيل آلاف الأرواح.
غزة… روح لا تنكسر
سبعمئة يوم أثبتت للعالم أن غزة ليست مجرد مدينة تُقصف، بل روح عصية على الانكسار. هنا يولد الأمل من قلب الألم، وتُصنع المعجزة من تفاصيل البقاء. وسط النار، تحولت غزة إلى مدرسة في الصمود ترسم للعالم لوحات من الإرادة لا تُمحى.
مشاهد الصمود اليومية
قصص الغزيين تختصر معنى البقاء، فنرى:
- أم ودّعت أبناءها تحت التراب، ثم وزّعت الخبز على جيرانها.
- طفل فقد بيته وألعابه، لكنه جلس يرسم علم فلسطين على جدار مهدّم.
- جرّاح متعب يضمد الجراح بلا توقف في غرفة العمليات.
- شاب فقد عائلته، لكنه رفع الأذان بين الركام ليذكّر أن الحياة ما زالت تنبض.
- هذه المشاهد تجسد صمود غزة اليومي وتؤكد أن الإرادة أقوى من أي سلاح.
جراح لم تلتئم بعد
لم يبقَ في غزة بيت بلا جرح ولا قلب بلا فقد. لكنها رغم كل ذلك لم تنكسر. من بين الركام تُسمع ضحكات أطفال تُصرّ أن تولد من جديد، ومن تحت التراب تهمس أرواح الشهداء: "لا تتركوا غزة وحيدة".
بين الصمت العربي وصمود غزة
ما زالت غزة تنبض كقلب عنيد يرفض التوقف رغم نزيفه، صامدة رغم تخاذل العالم وصمت الأنظمة العربية. تُترك المعابر مغلقة أمام الغذاء والدواء، وتواجه غزة وحدها الموت اليومي. الصمت هنا أقسى من الرصاص، إذ يسلب الأمل ويترك المستقبل بلا أجنحة، كا أن شعب غزة يوجه نداءً واضحًا، كفى غفلة وتهاونًا، افتحوا باب الأمل فكل شيء ينهار.