تحديثات الأخبار

يُعَدّ الذكر من أوسع أبواب العبادة، إذ يشمل في معناه العام كلّ ما يقوم به العبد من طاعات يُراد بها نيل رضا الله تعالى؛ كالصلاة والزكاة والحج والعمرة وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل والدعاء والثناء وسائر القُرَب. فجميع هذه العبادات إنما تُؤدّى استحضارًا لذكر الله تعالى وطاعته ومحبته.

أمّا الذكر بمعناه الخاص، فيتضمّن كل ما يتقرب به العبد إلى ربه من ألفاظ ثابتة في القرآن الكريم أو مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مما يُظهِر توحيد الله وتمجيده وتنزيهه.

ومن رحمته عز وجل بعباده أن شرع لهم أنواعًا متعددة من العبادات، يعيش المؤمن من خلالها في ظلال ذكره ورضاه، ومن أبرز هذه العبادات:

  1. الصلاة: فهي في حقيقتها ذكرٌ لله تعالى، تضمّ كل معاني الخضوع والخشوع.
  2. قراءة القرآن الكريم: وهو كلام الله، ولا عبادة أعظم من أن يذكر الإنسان ربّه بتلاوة كتابه.
  3. استحضار الآخرة في مختلف الأحوال: فيجعل ذلك المؤمن يقظًا حريصًا على أن تكون أعماله خالصة مُرضية لله تعالى.
  4. التفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة، وما فيها من دلائل عظيمة تدعو إلى شكر المنعم.
  5. التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والدعاء: وهي من الباقيات الصالحات، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ".

مراتب الذكر

يأتي ذكر الله بثلاث مراتب، هي:

  • ذكر القلب واللسان معًا: وهو أكمل المراتب وأعلاها؛ لأنه يحيي القلب ويغرس فيه محبة الله تعالى.
  • ذكر القلب فقط.
  • ذكر اللسان فقط.

والذكر مشروع في كل وقت، سواء في أذكار الصباح والمساء التي تحفظ المسلم وتصونه، أو في الأذكار المرتبطة بالأحوال المختلفة؛ كذكر دخول الخلاء، وعند السفر، والعطاس، وغيرها مما يرافق الإنسان في يومه وليله.

ثمرات ذكر الله

  • للذكر ثمرات عظيمة، من أعظمها المغفرة والأجر الكبير، قال تعالى:
    ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
    فالذكر منزلة رفيعة تُورث معرفة الله سبحانه ومحبته، وتجلب الخير الكثير.
  • وذكر الله نورٌ للقلب، وفلاحٌ للعبد، وسببٌ لرضا الرب، ووقاية من الشرور، وحاجزٌ من الغفلة، وبه يحيا القلب مطمئنًا خاشعًا. قال تعالى:
    ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.