هُنا حيث يزدهر العلم ويولد الامل في وطن مقاوم .. "جامعة القدس المفتوحة "
في قلب الوطن الجريح .. حيث تُقاوم الحياة تحت الاحتلال ويُحاصر الأمل، تبرز جامعة القدس المفتوحة كواحدة من أبرز رموز الصمود الفلسطيني، ومثالًا حيًّا على أن الإرادة لا تُقهر، وأن التعليم في فلسطين ليس مجرد حق، بل فعل مقاومة ووسيلة للبقاء.
بدايات التأسيس.. حلم تعليمي يتحقق ...
تأسست جامعة القدس المفتوحة في عام 1991 كاستجابة حقيقية لحاجة المجتمع الفلسطيني إلى تعليمٍ عالٍ مرن، يستوعب الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين تحت الاحتلال، من قيود الحركة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتقلبة. فكانت الجامعة الأولى من نوعها في فلسطين التي تعتمد أسلوب التعليم المفتوح والتعليم عن بُعد، لتمنح الأمل لآلاف الطلبة الذين لم تسمح لهم الظروف بالالتحاق بالجامعات التقليدية.
رسالة الجامعة.. العلم للجميع ...
تتبنى الجامعة فلسفة تقوم على إتاحة التعليم العالي لكل فلسطيني بغض النظر عن مكان إقامته أو ظروفه الاقتصادية أو الاجتماعية. وهي بذلك تُمثل الجسر الذي يربط بين الطموح والواقع، وتفتح الأبواب أمام طلبة المدن والقرى والمخيمات، بل حتى في الشتات، ليكملوا تعليمهم ويحصلوا على شهاداتٍ معترف بها.
نظام مرن.. وبرامج متطورة ...
تقدّم جامعة القدس المفتوحة عشرات البرامج الأكاديمية في تخصصات متنوعة، مثل التربية، والإدارة، وتكنولوجيا المعلومات، والإعلام، والعلوم الاجتماعية، وغيرها. وتعتمد الجامعة نظامًا تعليميًا مرنًا، يجمع بين المحاضرات المباشرة، والتعليم الإلكتروني، والمواد المطبوعة، ما يمنح الطلبة القدرة على تنظيم وقتهم بما يتناسب مع ظروفهم.
دور وطني واجتماعي ...
ليست جامعة القدس المفتوحة مجرد مؤسسة أكاديمية، بل هي حاضنة للهوية الوطنية، ومكانٌ يحتضن تنوع المجتمع الفلسطيني. ففي قاعاتها الدراسية يلتقي الطالب من غزة بزميله من بيت لحم ، وتُنسج علاقات إنسانية تُعزز الانتماء والتماسك المجتمعي. كما تلعب الجامعة دورًا مهمًا في تمكين المرأة، وتشجيع التعليم مدى الحياة.
التحديات.. والإصرار على الاستمرار ...
رغم كل الإنجازات، تواجه الجامعة تحديات جسيمة، من استمرار الاحتلال، إلى التحديات التقنية، والموارد المحدودة، والضغوط الاقتصادية على الطلبة. لكنها، ومع كل ذلك، تواصل رسالتها، وتطوّر من نفسها، لتبقى المنارة التي تضيء طريق الأمل في عيون آلاف الفلسطينيين.
الكليات والتخصصات.. خيارات واسعة تلبي تطلعات الشباب الفلسطيني :
تضم جامعة القدس المفتوحة عددًا من الكليات التي تقدم تخصصات متنوعة تتناسب مع حاجات السوق الفلسطيني وطموحات الطلبة، منها:
تقدم برامج لإعداد المعلمين والمربين في مختلف المراحل التعليمية، مع التركيز على تطوير مهارات التدريس والتربية الحديثة.
تشمل تخصصات مثل المحاسبة، الإدارة، التسويق، والاقتصاد، لتأهيل الطلبة للعمل في القطاعين الخاص والعام.
- كلية تكنولوجيا المعلومات :
تختص ببرامج علوم الحاسوب، نظم المعلومات، وتقنيات البرمجة، مما يهيئ الخريجين للعمل في مجال التقنية الحديثة.
تركز على تدريب الطلبة في مجالات الإعلام المرئي والمسموع، الصحافة، العلاقات العامة، والإعلام الرقمي.
تشمل تخصصات مثل الخدمة الاجتماعية، علم النفس، وعلم الاجتماع، لتعزيز الفهم المجتمعي والتنمية البشرية.
تقدم برامج في اللغة العربية والإنجليزية، مع التركيز على الترجمة التحريرية والفورية، لتلبية حاجات السوق المحلي والدولي.
تُعنى بتأهيل طلبة القانون لفهم التشريعات المحلية والدولية، مع تركيز على القضايا الفلسطينية وحقوق الإنسان.
هذا التنوع في الكليات والتخصصات يتيح للطلبة فرصًا واسعة لاختيار المجال الذي يناسب قدراتهم وشغفهم، ويمكّنهم من بناء مستقبل مهني مزدهر يخدم المجتمع الفلسطيني ويعزز من دوره في التنمية.
في الختام...
جامعة القدس المفتوحة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قصة نجاح فلسطينية في زمن الصعوبات. إنها الدليل الحي على أن التعليم هو أقوى سلاح نملكه في وجه التحديات، وأن فلسطين، رغم الجراح، لا تزال تُنجب العلماء والحالمين، وتزرع الأمل في كل زاوية من زوايا الوطن.