جيل بلا أحلام: كيف يسرق الواقع مستقبل الشباب العربي؟
في زمنٍ كان فيه الحلم وقود الحياة، صار امتلاكه اليوم ترفًا لا يجرؤ الكثيرون على التفكير فيه. جيلٌ كامل وُلد بين الحروب، كبر على صوت نشرات الأخبار بدل ضحكات الطفولة، وحفظ أسماء الضحايا أكثر مما حفظ أسماء الشعراء. جيلٌ كُتب عليه أن يتنفس الخوف بدل الأمل، وأن يركض خلف يومه وكأن الغد ليس له.
بين قسوة الواقع وخيانة المستقبل
لطالما قيل إن الشباب هم أمل الأمة، لكن ماذا يحدث حين يصبح الأمل رفاهية؟ وحين يتحول المستقبل إلى كلمة فارغة لا تحمل سوى وجع مؤجل؟ يعيش الشباب العربي اليوم بين بطالة خانقة، وتعليم مصيره القلق، الواقع السياسي الصعب، والحروب التي لا تنتهي، يبحثون عن فسحة للحياة فلا يجدون سوى حدود وأسلاك وأسئلة وجودية تكبر داخله: "هل يحق لي أن أحلم أصلًا؟"
الحلم المؤجل… موت بطيء
الأحلام ليست رفاهية، بل هي بوصلة حياة، وحين يُقتل الحلم داخل شاب في العشرين، فهذا يعني أن الأمة تخسر مستقبلها قبل أن يبدأ. الشباب الذين كان يُفترض أن يكونوا طاقة بناء، صاروا وقود هجرة، أو مشاريع يأس، أو مقاتلين في معارك لا تخصهم.
جيل يعرف كل شيء… ويملك لا شيء
يعتبر الشباب الجيل الأكثر اطلاعًا، الذب يعيش على شاشات تنقل لنا العالم في ثوانٍ، الجيل الذي يعرف عن الحرية أكثر مما يمارسها، ويدرك معنى الكرامة أكثر مما يحياها، جيلٌ مشبع بالوعي، لكن وعيه مكبّل بالواقع، المأساة أن تكون مثقفًا، واعيًا، حاضرًا… لكن عاجزًا.
من المسؤول؟
هل المسؤولية تقع على الأنظمة التي ى تلقي بالاً لأعمار الشباب؟ أم على الاحتلالات التي اغتصبت أوطانهم؟ أم على الإعلام الذي جعلهم يلهثون خلف ترندات فارغة؟ في الحقيقة أن اللوم وحده لا يكفي، والسؤال الأهم: كيف يمكن استعادة الحق في الحلم؟
لنموت واقفين… أو نعيش بأحلامنا
جيل بلا أحلام هو جيل محكوم بالموت البطيء، لكن المقاومة الحقيقية تبدأ من داخلنا، حين نرفض أن نتحول إلى مجرد أرقام في نشرات الأخبار، فالحلم ليس ترفًا، بل فعل مقاومة، أن تحلم يعني أنك ما زلت حيًا، وأنك ترفض أن تُمحى، ربما لا نملك أن نغيّر العالم الآن، لكننا نملك أن نحلم بعالمٍ أفضل، وهذا وحده بداية الأمل.