علامات الحزن النفسية والجسدية: الأسباب والتأثير وطرق التعامل معه

ما هي علامات الحزن؟

يمكن تقسيم علامات الحزن إلى 3 فئات رئيسية: نفسية/عاطفية، جسدية، وسلوكية/اجتماعية. وسأشرح كلّ فئة مع أمثلة.

1. العلامات النفسية / العاطفية

الشعور بالحزن العميق أو الانقباض في القلب.

الشعور بالفراغ، أو بأنّ الحياة فقدت معناها.

الشعور بالذنب، أو لوم الذات باستمرار بسبب ما حدث أو حتى لأسباب غير واضحة.

فقدان الاهتمام أو المتعة بالأنشطة التي كانت تُسعد الشخص سابقاً.

تغيّرات في المزاج: بدلاً من كونه مؤقتاً، قد يصبح المزاج متهيجاً أو سريع التأثر.

2. العلامات الجسدية

مشاكل في النوم: الأرق أو النوم المفرط.

تغيّرات في الشهية أو الوزن: فقد الشهية أو زيادتها.

ألم جسدي غير مبرّر: صداع، آلام عضلات، أو ألم في الظهر.

التعب أو انعدام الطاقة رغم الحصول على الراحة الظاهرية.

3. العلامات السلوكية والاجتماعية

الانسحاب من الأصدقاء أو تجنّب التجمعات الاجتماعية.

قلة مشاركة في الأنشطة التي كانت تمارسها سابقاً.

صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرار أو تذكّر الأشياء.

أحياناً التفكير في الموت أو إيذاء النفس، خصوصاً إذا استمر الحزن لفترة طويلة.

لماذا من المهم التعرّف على هذه العلامات؟

لأنّ التعرّف المبكر يُساعد الشخص أو محيطه على التدخّل في الوقت المناسب قبل أن تتطور الحالة إلى شيء أكثر خطورة مثل الاكتئاب.

لأنه يساعد في تمييز الحزن الطبيعي عن الحزن الذي قد يتحول إلى مرض نفسي يتطلّب علاجاً. فعلى سبيل المثال، يوجد فرق بين الحزن الذي يظهر بعد فقد شخص عزيز، وبين الحزن المستمر بلا سبب واضح أو مع أعراض جسمية قوية.

لأنّ بعض العلامات الجسدية قد تُعطينا إشارات حتى قبل أن يتم إدراكها نفسياً — مثل الأرق أو تغيّر الشهية.

لأنّ المعرفة تساعد في الكشف المبكّر والتوجّه نحو الدعم النفسي أو المهني إذا لزم الأمر.

علامات يجب الانتباه إليها خاصة

استمرار الشعور بالحزن لأكثر من بضعة أسابيع، أو تكرّره بشكل متكرّر.

ظهور أعراض مثل فقدان الأمل أو التفكير في الانتحار أو في إيذاء النفس.

تداخل العلامات الجسدية مثل الألم المستمر أو اضطرابات النوم أو الشهية بشكل كبير.

تغيّرات كبيرة في الأداء المدرسي أو الوظيفي أو في العلاقات الاجتماعية — مثل العزلة أو تغيّب كبير عن العمل/الدراسة.

الفروق بين الحزن والاكتئاب

من المفيد أن نوضّح الفروق حتى لا يُساء تشخيص الحزن الطبيعي أو التأخير في طلب المساعدة عند الحاجة.

الحزن عادةً ما يكون لفترة محدودة ويتضمّن لحظات من الراحة والفرح أيضاً، بينما الاكتئاب يكون أكثر استمرارية وشدة.

الحزن غالباً ما يكون ردة فعل لحدث معين (فقدان، خيبة أمل)، أما الاكتئاب فقد يأتي بدون سبب واضح أو يستمر بالرغم من تغيّر الظروف.

الحزن لا يُعيق بالضرورة الشخص عن القيام بمهامه اليومية، أما الاكتئاب فقد يُسبّب صعوبة حقيقية في العمل أو الدراسة أو التفاعل الاجتماعي.

ماذا يمكن أن نفعل؟ — تدخّلات عملية

الاعتراف بالمشاعر: امنح نفسك الحقّ بأن تشعر بالحزن، لا تحاول إنكاره أو تجاهله.

التحدّث مع شخص موثوق: الصديق، العائلة، أو متخصص نفسي.

الحفاظ على نمط حياة صحّي: النوم الكافي، الغذاء المتوازن، الحركة/الرياضة. فهذه لها تأثير مباشر على المزاج.

إذا استمر الحزن أو تضرّرت حياتك اليومية بسببها، اطلب المساعدة المتخصّصة. لا تنتظر حتى تظهر أعراض أكثر خطورة.

حدّد ما إن كان هناك حدث محدّد أثار الحزن (فقدان، تغيّر، إلخ) وحاول معالجة هذا الحدث بالحديث أو الاستشارة أو التأقلم.

تذكّر أنّ الحزن ليس ضعفاً، بل هو جزء من التجربة الإنسانية، والعناية به تُعدّ شجاعة وذكاءً.

الحزن شعور طبيعي يختبره الجميع في مراحل مختلفة من الحياة، وهو غالباً ردّ فعل سليم للأحداث. لكن عندما تُظهر علامات الحزن طولاً أو قوة، خاصةً مع تغيّرات في الجسد أو السلوك أو يتمثّل بآلام نفسية قوية، فقد يستحق الأمر الانتباه والدعم. بمعرفتنا لعلامات الحزن، نصبح أكثر قدرة على التعاطي معه بوعي، ونساعد أنفسنا أو من حولنا على تخطّيه بشكل صحي.

مراجع