العدالة التنظيمية: حين يصبح العدل أساس بيئة العمل
العدالة التنظيمية واهميتها:
تخيل مكان عمل لا يطغى فيه صوتُ الأقوى، ولا يضيع فيه جهدُ المخلص، ولا يشعر فيه الموظف أنّه أقل قيمةً من زميله. هنا بالضبط يولد مفهوم العدالة التنظيمية حيث تعرف بأنها اهتمامُ الموظفُ بوضعِ مقارنةٍ بينه وبين زملائه في العمل.
العدالة التنظيمية ليست مجرد مصطلح إداري يُدرّس في الجامعات، بل هي تجربة يومية يلمسها كل موظف في تفاصيل عمله، في المهام الموكلة إليه، في التقدير الذي يناله، وفي طريقة معاملة إدارته له.
نشأةُ العدالة التنظيميّة:
يعود أصل مفهوم العدالة التنظيمية إلى بدايات القرن العشرين، مع بروز نظرية المساواة التي افترضت أنّ العامل لا يقيّم أجره أو مهامه بمعزل عن غيره بل يقارن نفسه بزملائه وفي بعض الأحيان يسأل نفسه عده أسئلة منها:
• هل حصتي من العمل عادلة؟
• هل الجهد الذي أبذله يُقدَّر كمل يُقدَّر جهد غيري؟
• هل تُطيق القوانين عليّ بالطريقة نفسها التي تُطبق بهل على الآخرين؟
هذه الأسئلة البسيطة هي التي بنت صرح العدالة التنظيمية وحوّلتها من فكرة نظرية إلى معيار أساسي يحكم نجاح المؤسسة أو فشلها.
أبعاد العدالة التنظيمية:
1.العدالة في التوزيع
هي العدالة التي يمسها الموظف عندما يرى أنّ المهام، المكافآت، والفرص موزّعة بإنصاف.
تتضمن العدالة التنظيمية في التوزيع عدة أبعاد رئيسية:
تعني أن يحصل جميع الأفراد على نفس الموارد والفرص، بغض النظر عن اختلافاتهم ودون محاباة.
تعني أن يحصل الأفراد على ما يستحقونه بناءً على مساهمتهم وجهودهم دون تمييز، وقد يكون هذا مختلفًا من شخص لآخر.
• الاحتياج:
تعني أن يحصل الأفراد الأكثر احتياجًا على المزيد من الموارد والفرص بما يراعي الظروف الخاصة.
2.العدالة في الإجراءات
لا تكفي العدالة في التوزيع إن لم تكن الآليات نفسها عادلة، الموظفون بحاجة إلى أن يثقوا بأن القرارات تُتخذ على أساس موضوعي لا وفق المزاج أو العلاقات، عندما يتساوى موظفان في الرتبة فهما يستحقان نفس الراتب، ونفس المكافأة بلا أي استثناءات.
3.العدالة في التعامل
تعتبر العدالة في التعامل هي البُعد الأكثر حساسية لأنها المرآة التي تعكس ثقافة المؤسسة بأكملها، وتتناول كيفية تعامل الأفراد مع بعضهم البعض، وخاصةً من قبل القادة والمشرفين، ومدى احترامهم وتقديرهم لبعضهم البعض.
لماذا العدالة التنظيمية مهمة؟
لأنها ببساطة تصنع فرقاً بين مؤسسة تنهض بأفرادها وأخرى تُنهكهم. حين يشعر الموظف بالعدل يزداد انتماؤه ويتضاعف عطاؤه، أما غياب العدالة فيفتح باب الإحباط ويدفع الأفراد إما للانسحاب الصامت أو للمطالبة الصاخبة بحقوقهم.
العدالة التنظيمية ليست رفاهية إدارية، بل هي بوصلة أخلاقية تحدد اتجاه المؤسسة. كل قرار، كل تعامل، وكل لائحة إما أن تُعزّز شعور الموظف بالإنصاف، أو تهدمه. والاختيار في النهاية بيد القادة: هل يجعلون من العدالة أساسًا لبيئة عمل صحية، أم يتركون الموظفين يعيشون في صراع المقارنات والمرارة؟
لقراءة المزيد عن مقالات المنوعات.....انقر هنا
لقراءة المزيد عن مقالات مارينا..بوست..انقر هنا