تحديثات الأخبار

  • شهد العالم في السنوات الأخيرة ثورة في عالم النقل من خلال السيارات الكهربائية، التي وُصفت بأنها صديقة للبيئة وأكثر أماناً من السيارات التقليدية. ورغم المزايا العديدة لها من تقليل الانبعاثات الضارة إلى خفض تكاليف الوقود، إلا أنّها لا تخلو من مخاطر حقيقية، أهمها احتمالية انفجار البطاريات أو اشتعالها.
    هذا الخطر أثار جدلاً واسعاً، خاصة بعد تسجيل عدة حوادث في دول مختلفة أدت إلى خسائر مادية وبشرية.
    كيف يحدث انفجار السيارات الكهربائية؟
    تعمل السيارات الكهربائية ببطاريات الليثيوم أيون، وهي بطاريات قوية ذات قدرة عالية على تخزين الطاقة.
    لكنها قد تكون عرضة لمشكلة تسمى الهروب الحراري (Thermal Runaway)، حيث تؤدي زيادة الحرارة أو خلل كهربائي أو ضربة قوية إلى تسلسل تفاعلات كيميائية سريعة تؤدي لاشتعال البطارية وانفجارها.
    أسباب ذلك قد تشمل:
    ارتفاع حرارة البطارية بشكل مفرط.
    عيوب تصنيعية في البطارية.
    شحن غير آمن باستخدام شواحن غير أصلية.
    حوادث اصطدام تؤثر مباشرة على البطارية.
    أبرز الحوادث حول العالم
    1. حريق سيارات "تسلا" (Tesla)
    عام 2013، اشتعلت سيارة تسلا Model S بعد أن ارتطمت بقطعة معدنية على الطريق في الولايات المتحدة، مما ألحق أضراراً بخلايا البطارية وأدى لانفجارها.
    تكررت الحوادث لاحقاً، وفي 2021 مثلاً اشتعلت سيارة تسلا في تكساس بشكل مفاجئ وأدى ذلك لوفاة شخصين.
    2. انفجار سيارات كهربائية في الصين
    شهدت الصين، كونها أكبر سوق للسيارات الكهربائية، عدة حوادث اشتعال، أبرزها عام 2019 عندما انفجرت سيارة كهربائية في مرآب بمدينة شنغهاي، وتم توثيق الحادث بكاميرات المراقبة وانتشر على نطاق واسع.
    3. حوادث في أوروبا
    في النرويج، التي تُعدّ من أكثر الدول استخداماً للسيارات الكهربائية، وقعت عدة حوادث احتراق، مما دفع السلطات لفرض اشتراطات أمان صارمة عند شحن السيارات في المواقف المغلقة.
    4. حادث رام الله – فلسطين (2025)
    في أغسطس 2025، شهدت مدينة رام الله انفجاراً في موقف سيارات تحت أحد المولات، أدى لاحتراق عدة مركبات من بينها سيارات كهربائية.
    الحادث أثار حالة من الذعر بين المواطنين وأعاد النقاش حول مدى جهوزية البنية التحتية للتعامل مع مثل هذه الحرائق.
    التحديات التي تواجهها الحكومات والشركات
    صعوبة إطفاء حرائق البطاريات: فحرائق الليثيوم أيون يصعب السيطرة عليها مقارنة بالحرائق العادية.
    ضعف البنية التحتية في كثير من الدول للتعامل مع سيارات كهربائية مشتعلة.
    التكاليف العالية لاستبدال البطاريات المتضررة بعد أي حادث.
    غياب القوانين الموحدة التي تفرض معايير سلامة صارمة للشركات المصنعة.
    جهود الحد من المخاطر
    تطوير بطاريات صلبة (Solid-state batteries) أقل عرضة للاشتعال.
    تحسين أنظمة التبريد والحماية داخل السيارات الكهربائية.
    فرض رقابة أكبر على جودة البطاريات المستوردة.
    تدريب رجال الإطفاء على التعامل مع حرائق السيارات الكهربائية بشكل متخصص.
    السيارات الكهربائية بلا شك مستقبل النقل العالمي، لكن تبقى سلامة المستخدمين أولوية قصوى. الحوادث المتكررة تذكير بضرورة الاستثمار في الأمان بقدر الاستثمار في التكنولوجيا.
    إن إدراك خطر انفجار السيارات الكهربائية ليس لتخويف الناس، بل لتشجيع على البحث عن حلول أكثر أماناً، وضمان أن الانتقال نحو الطاقة النظيفة لا يكون على حساب حياة البشر