تحديثات الأخبار

رام الله، فلسطين – 2025

تشهد السياحة في فلسطين خلال عام 2025 حالة من التقلب والتحدّي، إذ تتقاطع فيها مؤشرات نمو في بعض المناطق مع هشاشة أمنية ومعاناة في مناطق أخرى، لا سيما في قطاع غزة. وفيما يلي أبرز ما ترصده الأرقام والبيانات، والتحديات التي تواجه القطاع، والآفاق المستقبلية.

المؤشرات والإيجابيات في الضفة الغربية

وفق بيانات وزارة السياحة والآثار، بلغ عدد الزيارات “ليوم واحد” للمواقع السياحية في الضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2025 ما يقارب 2,626 ألف زيارة، مقارنة بـ 1,677 ألف في النصف الأول من 2024، وهو ارتفاع بنحو 57٪. من هذا العدد، نحو 1,584 ألف زيارة من الزوار المحليين، و1,042 ألف زيارة من الوافدين الخارجيين. 

وعلى صعيد العمالة، أظهرت بيانات القوى العاملة أن عدد العاملين في الأنشطة السياحية في الضفة الغربية ارتفع في الربع الأول من 2025 بنسبة تقارب 40٪ مقارنة بالفترة نفسها من 2024، ليصل عددهم إلى نحو 33.4 ألف عامل، أي ما يمثل حوالي 5.3٪ من مجمل القوى العاملة في الضفة الغربية. 

هذه المؤشرات تشير إلى أن الضفة الغربية تتمتع بقدرة على استيعاب الزيادة، خصوصًا في ظل تحسن الأجواء الأمنية النسبية في بعض المواقع وتفعيل المبادرات المحلية لتعزيز السياحة الداخلية والخارجية.

التحديات الكبرى في قطاع غزة والتراث المتضرر

في المقابل، يعيش قطاع غزة أوضاعًا صعبة للغاية بالنسبة لقطاع السياحة، بفعل النزاع المستمر وعمليات الاستهداف. تشير وزارة السياحة والآثار إلى تضرر 226 موقعًا أثريًا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية. 
WAFA Agency

هذه الخسائر الفعلية في التراث تؤثر ليس فقط على السياحة، بل على الهوية الثقافية والموروث الحضاري الفلسطيني.

كذلك، في ظل عمليات الإغلاق، والحواجز، والحصار، فإن قدرة الزائرين (سواء محليين أو خارجيين) على الوصول إلى غزة أو التجول في بعض المناطق تكون شبه معدومة.

صعوبات مصاحبة للسياحة على المستوى العام

وزير السياحة والآثار الفلسطيني أشار إلى أن السياحة في فلسطين تواجه “صعوبات نتيجة الاحتلال”، داعيًا إلى دعم أكبر من الجهات الرسمية والمجتمع المدني لتعزيز القطاع. 
WAFA Agency

من جهة أخرى، يبرز موضوع الاستيطان السياحي في بعض مناطق الأغوار، حيث يُستخدم السياحة كذريعة لتطوير المستوطنات وتحويل الينابيع والمواقع الطبيعية إلى مرافق استيطانية، مع تخصيص ميزانيات ضخمة للمستوطنين في هذه المناطق. وفقًا لتقارير، الحكومة الإسرائيلية خصصت نحو 417 مليون شيقل (حوالي 113 مليون دولار) لتطوير السياحة في مستوطنات شمال البحر الميت. 
Ma'an Development Center

التحدي الأمني مستمر، إذ تحذّر بعض الدول من السفر إلى الضفة أو غزة بسبب الأوضاع المتقلبة، وهو ما يثني بعض السياح المحتملين عن التوجه إلى فلسطين. 
Travel.gc.ca

الآفاق والفرص المستقبلية

  • بالرغم من التحديات، فإن هناك فرصًا يُمكن استثمارها، خصوصًا فيما يتعلق بالسياحة الثقافية والدينية والتراثية، مع تكثيف الجهود للحفاظ على المواقع المتضررة وإعادة تأهيلها.
  • افتتاح ورش عمل استراتيجية لوزارة السياحة والآثار في 2025–2027 يُظهر أن هناك رغبة في التنظيم والتخطيط المستقبلي. 
  • كما يمكن الاستفادة من النمو الملحوظ في الضفة لجذب مزيد من الاستثمارات، وتحسين البنى التحتية، وتطوير خدمات الضيافة والنقل لتعزيز السياحة الوافدة.
  • لكن الأهم هو أن تتحسن البيئة الأمنية، وأن يُسهل الوصول إلى المناطق كافة، بما في ذلك غزة إذا ما هدأت الأوضاع، وإعادة تأهيل المتضررات من المواقع الأثرية.