عنف المستوطنين أداة مركزية في تطبيق مخطط سموتريتش
-مارينا بوست-في ظل التصاعد المستمر للعنف في المناطق الفلسطينية المحتلة، أصبح واضحًا أنّ إرهاب المستوطنين لم يعد مجرد حوادث فردية، بل يشكّل جزءًا محوريًا من استراتيجية أوسع، تُعرف إعلاميًا باسم "خطة سموتريتش". هذه الخطة، التي أعلن عنها النائب السابق إيتمار سموتريتش، تهدف إلى توسيع السيطرة الاستيطانية، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفرض واقع جديد على الأرض، تتكامل فيه الهجمات الاستيطانية مع السياسة الرسمية لدولة الاحتلال.
سجّلت السنوات الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في هجمات المستوطنين على القرى والمدن الفلسطينية: حرق منازل، تدمير محاصيل، هجمات على المزارعين، واعتداءات على المدارس والمساجد. هذا العنف المنظّم ليس اعتباطيًا، بل يخدم أهدافًا استراتيجية: خلق واقع من الرعب واليأس يدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، وتسهيل مصادرة الأراضي، وتكريس واقع الفصل والتمييز.
التقارير المحلية والدولية توثق أن السلطات الإسرائيلية كثيرًا ما تتغاضى عن هذه الاعتداءات، بل توفر في بعض الأحيان حماية رمزية للمستوطنين بدل حماية الضحايا الفلسطينيين، مما يعزز شعور الإفلات من العقاب، ويجعل الإرهاب الاستيطاني أداة فعالة ضمن خطة رسمية
تسعى خطة سموتريتش إلى دمج الهجمات اليومية للمستوطنين في استراتيجية احتلال واسعة المدى. فالأرض الفلسطينية تُستهدف بالهدم والتجريف والمصادرة، في حين تُستخدم الاعتداءات الفردية والجماعية كوسيلة لفرض واقع جديد يضمن تفريغ مناطق واسعة من سكانها الأصليين.
وبهذا الشكل، يتحول إرهاب المستوطنين من أعمال شغب أو اعتداءات عشوائية إلى أداة رسمية لتحقيق أهداف سياسية: تغيير التركيبة السكانية، توسعة المستوطنات، وخلق حزام أمني مزعوم يبرر عمليات الاحتلال المستمرة
الهجمات المستمرة ضد الفلسطينيين تخلق حالة من الخوف واليأس، تؤثر على الحياة اليومية، والتعليم، والاقتصاد المحلي. المزارعون يجدون حقولهم محروقة أو مدمرة، الأطفال يذهبون إلى مدارس غير آمنة، والنساء والفتيات يتعرضن للمضايقات والاعتداءات أثناء التنقل.
كما أن استمرار هذه الاعتداءات يعمّق الانقسام الاجتماعي والاقتصادي، ويزيد من هشاشة المجتمع الفلسطيني، بينما تزداد قدرة المستوطنين على فرض سيطرتهم اليومية في حياة الفلسطينيين
الهجمات المستمرة للمستوطنين ليست ظواهر فردية، بل ضلع أساسي في خطة استراتيجية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض واقع جديد على الأرض. وهي جزء من سياسة ممنهجة تتكامل فيها العنف الميداني مع القرارات الحكومية والتوسع الاستيطاني، لتصبح الأداة الأكثر فعالية في تنفيذ أهداف الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.
إن تجاهل هذا الواقع أو تصويره كأحداث عشوائية يقلل من خطورة الخطر الذي يتهدد المجتمع الفلسطيني، ويحوّل الإرهاب إلى سياسة رسمية مدعومة بصمت رسمي ومؤسساتي