تحديثات الأخبار

الدعاء عبادة عظيمة، ولذّته لا يعرفها إلا من ذاق حلاوة القرب من الله، وبثّ إليه همومه، ورفع يديه متضرّعًا بين يديه سبحانه. ففي الدعاء راحة للقلوب، وسكينة للنفس، وشعور عميق بالأمان، لأن العبد حين يدعو يعلم أنه يناجي ربًا رحيمًا، سميعًا قريبًا، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

يدعو العبد ربَّه وهو موقن أن الله على كل شيء قدير، وأن خزائن السماوات والأرض بيده وحده، وأنه سبحانه إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون. هذا اليقين يجعل القلب مطمئنًا راجياً ما عند الله من فضل ونِعَم 

فالمسلم ينبغي أن يكون قلبه معتمد على الله وحده لا شريك له، مع الأخذ بالأسباب دون تعلّقٍ بها. فالمؤمن يعلم أن الأسباب لا تنفع بذاتها، وإنما تنفع بإذن الله، وأن القوة والقدرة الحقيقية لله وحده. قال تعالى:
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، أي : كافيه الأمر الذي توكل عليه به، وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي [العزيز] الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء 

وحين يجتمع الدعاء مع التوكّل، يعيش الإنسان في طمأنينةٍ عجيبة، فلا ييأس عند الشدائد، ولا يضطرب عند المحن، لأنه يعلم أن الله أرحم به من نفسه، وأعلم بحاله، وأقدر على إصلاح شأنه. فيلجأ إليه بقلبٍ خاشع، ولسانٍ صادق، ويشعر بلذّة القرب التي تفوق كل لذّات الدنيا.