مهرج غزة المكلوم أحمد أبو سكر يرسم الابتسامة على وجوه الأطفال
يعيش أطفال غزة أوضاعاً إنسانية ونفسية قاسية، بسبب فقدان المأوى وانعدام الأمان والنزوح المتكرر، وسط ركام المباني، ومشاهد الدمار والموت في كل جانب، فضلاً عن غرق خيام النزوح وانهيار المباني في ظل المنخفضات الجوية، وحرمانهم من الغذاء والتعليم والرعاية الصحية، وأبسط متطلبات الحياة.
أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن استشهاد أكثر من 20 ألف طفل، وإصابة عشرات الآلاف بجروح متفاوتة، فضلا عن فقدان الآلاف منهم أحد أطرافهم أوكليهما، كما فقد أكثر من 56 ألف طفل أحد والديهم أو كليهما.
وفي ظل انهيار جميع مقومات الحياة الإنسانية، لا يحصل أطفال غزة على أي دعم معنوي، ما يجعل من المبادرات الفردية متنفساً مؤقتاً يخفف حدة الصدمة ولو لبضع ساعات.
ورغم قساوة المشهد، أصرّ المهرج الفلسطيني أحمد أبو سكر 28 عاما، على استخراج أزياءه من تحت أنقاض منزله المدمر، ليواصل مواساة الأطفال من خلال فنه الفكاهي.
يرتدي أبو سكر، قصير القامة، زيه الفكاهي، متحدياً وجع فقدان عائلته، ليرسم البسمة على وجوه أطفال أنهكتهم الحرب.
فقد أبو سكر والده وشقيقته وأبناءها ومنزله خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، لكنه اختار أن يواصل مهمته في إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال.
ويتنقل أبو سكر بين أزقة مخيم البريج، حيث تشهد الجدران والشوارع على آثار القصف، محاولاً صناعة لحظات فرح نادرة في مكان يفتقد للأمان وأبسط مقومات الحياة.
يقول أبو سكر: "عندما أرى ابتسامة الأطفال، أخرج أنا أيضاً من حالة الحزن التي أعيشها، أفرح معهم وأُسعدهم بهذه الأزياء البسيطة، ورغم الألم الذي يعتصر قلبي، إلا أنني أحرص أن أكون أول من يرسم الابتسامة على وجوههم".
ويضيف بنبرة مفعمة بالأسى: "نحاول أن نتمسك بالأمل ونستمر في الحياة رغم الألم والوجع، فكما الأطفال بحاجة للفرح، أنا أيضاً بحاجة له أكثر منهم".