شهد الدولار تباينًا في أدائه يوم الجمعة، لكنه يقترب من تسجيل مكاسب شهرية مقابل الين الياباني، وذلك في ظل استمرار التوقعات ببقاء الرسوم الجمركية الأمريكية بشكلٍ أو بآخر.
يأتي ذلك على الرغم من المواجهة القضائية التي يخوضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول صلاحياته في فرض تلك الرسوم.
وقد أصدرت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية يوم الخميس حكمًا بإعادة معظم الرسوم الجمركية التي وافق عليها ترامب مؤقتًا، وذلك بعد يوم من قرار محكمة تجارية أفاد بأن الرئيس تجاوز سلطته عند فرض هذه الرسوم وأمرت بوقف تنفيذها فورًا. لا يزال من غير الواضح حجم الرسوم الجمركية التي ستظل مفروضة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ولكن المستثمرين يتوقعون أن بعض هذه الرسوم ستبقى قائمة بأشكال مختلفة.
ستيف إنجلاندر، وهو مسؤول بارز في فرع بنك ستاندرد تشارترد بنيويورك، أشار إلى أنه سيظل هناك بعض الرسوم الجمركية قائمة.
ورغم أنها لن تكون بالضخامة التي تم الإعلان عنها بداية أبريل، إلا أنها ستكون حاضرة بلا شك.
وأوضح إنجلاندر أن التأثير الأساسي الذي أحدثه حكم المحكمة قد يكون في الحد من الأزمات المفاجئة التي قد يُطلقها ترامب عبر تصريحات إعلامية أو مؤتمرات صحفية. بدوره، أبدى المستثمرون قلقهم من أن تؤدي هذه الرسوم إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة معدلات التضخم. ومع ذلك، فإن الاتفاقيات الرامية إلى تقليص الرسوم الجمركية مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي قد أسهمت في تخفيف هذه المخاوف المتعلقة بالتوقعات الاقتصادية الأمريكية.
ارتفع الدولار لفترة وجيزة يوم الجمعة عقب اتهام ترامب للصين بانتهاك الاتفاق الجمركي المشترك بين البلدين. جاء ذلك بعد تصريحات لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أشار فيها إلى أن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين تواجه بعض التعثر. من جهة أخرى، تراجع اليورو بنسبة 0.47% في أحدث التعاملات ليسجل 1.1317 دولار.
.ويتجه اليورو نحو تحقيق خسارة شهرية طفيفة بنسبة 0.05%، وهي الأولى منذ ديسمبر الماضي.
أما في ألمانيا، فقد واصل التضخم تراجعه خلال مايو ليقترب أكثر من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%.
هذا الأمر يعزز التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل. على صعيد العملة اليابانية، انخفض الدولار بنسبة 0.14% ليصل إلى 143.99 ين. مع ذلك، يتجه الدولار نحو تحقيق مكسب شهري بنسبة 0.7% أمام الين، وهو الأداء الأفضل منذ ديسمبر الماضي. في اليابان، كشفت بيانات يوم الجمعة عن ارتفاع التضخم الأساسي في طوكيو لأعلى مستوى له خلال أكثر من عامين، مدفوعًا باستمرار الزيادة في أسعار المواد الغذائية.
هذا يبقي بنك اليابان تحت ضغط لمواصلة سياسة رفع أسعار الفائدة.