شهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تفوقت الأنظمة الحديثة على البشر في مجالات معقدة مثل الرياضيات، البرمجة، والتشخيص الطبي. ومع استمرار هذا التقدم السريع، يقترب العالم من تحقيق الذكاء الاصطناعي العام -AGI-، وهو نظام قادر على أداء جميع المهام المعرفية البشرية بكفاءة فائقة. 

يتوقع بعض الخبراء ظهور هذا النوع من الذكاء الاصطناعي بين عامي 2026 و2027، مما قد يؤدي إلى ثورة تكنولوجية تغير ملامح الاقتصاد العالمي

يتميز الذكاء الاصطناعي العام بقدرته على التعلم والتكيف دون الحاجة إلى تدريب مكثف أو بيانات ضخمة، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة مثل التعلم المعزز والتعلم غير الخاضع للإشراف. هذا يمكنه من اكتشاف الأنماط والتوصل إلى حلول جديدة دون تدخل بشري مباشر. على سبيل المثال، يمكن لنظام AGI في مختبر فيزياء مراقبة الظواهر الطبيعية، إجراء التجارب، وإعادة اكتشاف قوانين الفيزياء خلال أيام قليلة 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي الخارق تحليل الأسواق المالية العالمية في الوقت الحقيقي، التنبؤ بالأزمات الاقتصادية قبل حدوثها، وابتكار نماذج اقتصادية جديدة لمكافحة التضخم. في مجال الطب، قد يقلص هذا النوع من الذكاء الاصطناعي مدة اكتشاف واختبار الأدوية الجديدة من أكثر من 10 سنوات إلى بضعة أيام، مما يسهم في القضاء على أمراض مستعصية بوتيرة غير مسبوقة 

ومع ذلك، تبرز تحديات كبيرة مرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي الخارق، أبرزها قدرته على تطوير نفسه بسرعة قد تجعل من الصعب على البشر السيطرة عليه. لذا، من الضروري وضع قوانين وآليات رقابية تتحكم في كيفية تطوير واستخدام هذه التكنولوجيا، لضمان عدم استغلالها بطرق قد تضر بالبشرية. كما يجب تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تتيح تفسير قراراتها، بدلاً من أن تبقى "صندوقًا أسود" مغلقًا لا يمكن التدخل فيه 

في هذا السياق، أعلنت شركات تقنية كبرى عن مبادرات لتعزيز تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، انضمت "إنفيديا" و"إكس إيه آي" إلى "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي"، بهدف الاستثمار في مراكز بيانات متقدمة وتوسيع القدرة الاستيعابية للذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تشكيل مستقبل النمو الاقتصادي المدفوع بهذه التكنولوجيا

مع اقتراب هذه الثورة التكنولوجية، يصبح من الضروري رفع وعي المجتمع حول الذكاء الاصطناعي الخارق، وتطوير سياسات تعليمية وتنظيمية تواكب هذا التقدم، لضمان تحقيق فوائد هذه التكنولوجيا وتجنب مخاطرها المحتملة.

المراجع:

سكاي نيوز بالعربية 

المركز العربي للذكاء الاصطناعي