سورة الإنسان، والتي تُعرف أيضًا باسم "سورة الدهر"، هي سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة، وعدد آياتها إحدى وثلاثون آية. تتحدث هذه السورة عن الإنسان منذ خلقه، وتعرض صورًا من النعيم الذي أعده الله للمتقين، وتدعو إلى الإحسان، والصبر، والعمل الصالح، وتُظهر صفات عباد الله الأبرار.
سبب النزول:
ذكر عدد من المفسرين أن بعض آيات سورة الإنسان نزلت في قصة علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة الزهراء رضي الله عنهما. فقد نذر عليّ وفاطمة إن شُفي أبناؤهما الحسن والحسين من المرض، أن يصوما ثلاثة أيام شكرًا لله. وعندما شفاهما الله، بدآ في الصيام.
في اليوم الأول، وبعد تحضير الطعام للإفطار، جاءهم مسكين يطلب الطعام، فأعطوه كل ما عندهم، واكتفوا بشرب الماء. وفي اليوم الثاني، جاءهم يتيم ففعلوا الشيء نفسه، وفي اليوم الثالث جاءهم أسير فأعطوه طعامهم كذلك.
فنزل قوله تعالى:
"ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا"
(الإنسان: 8–9)
وهذه الآيات نزلت ثناءً على إخلاصهم، وصدق نيتهم، وإيثارهم للآخرين رغم حاجتهم.
المعاني المستفادة:
من خلال هذه القصة، نتعلم قيمة الإخلاص في العمل، والرحمة بالمحتاجين، وأن الإنسان حين يعمل الخير لوجه الله فقط، فإن الله يكرمه ويُعلي منزلته. كما أن السورة تذكّر الإنسان بأصله وضعفه، وتدعوه إلى الاستقامة والعمل الصالح، والصبر على طاعة الله.