"ثوب الفرح"... عرس جماعي على أنقاض مدينة خان يونس
شهدت غزة يوم الثلاثاء، واحدا من أندر مشاهد الفرح منذ أكثر من عامين، عبر عرس جماعي حمل اسم "ثوب الفرح"، فوق حطام مدينة أنهكتها نيران الغارات والدافع، ووداع الأحبة.
وسط ركام مدينة خان يونس التي باتت أثرا بعد عين، على مدى عامين من حرب إبادة وتدمير لم تبقي ولم تذر، اختار أكثر من مئة شاب وفتاة مواجهة الفقد والركام بالفرح الجماعي.
سار الأزواج فوق بساط أحمر فوق الركام، محاطين بأقواس من الزهور البيضاء، وارتدت العرائس أثوابهن المزخرفة بالتطريز الفلسطيني، فيما ارتدى العرسان بدلات سوداء بسيطة تفوح بحلم حياة جديدة.
وبين ضجيج الدمار وموسيقى الفرح، علت الزغاريد، وارتفعت الأعلام الفلسطينية فوق بقايا المباني المدمرة.
يقول كرم مسعد، أحد العرسان: "لطالما كان الفرح حلما في ظل شهور طويلة من الجوع والفقد، والرعب والدمار، كم كنا محتاجين لهذه اللحظة، بعد أن فقدنا أعز الناس على قلوبنا".
بينما وصف العريس حكمت أسامة التجربة بالقول: "إنها شعور لا يوصف"، هذا العرس إعلان حياة، وإصرارا على البقاء، ورسالة بأن غزة قادرة على الفرح رغم كل أحزانها.
ونصبت المنصة في ساحة مفتوحة يطوّقها الدمار من كل جانب، بحضور آلاف المشاركينش، مبتهجين على وقع الأغاني الشعبية التي صدعت على أنين الجدران المهدمة.
تم تنظيم وتمويل العرس بمبادرة من مؤسسة "الفارس الشهم " الإماراتية، كأحد أشكال دعم ومؤازرة شباب غزة.
وقال المتحدث الإعلامي للمؤسسة شريف النيرب، "إن إقامة هذا الفرح وسط الركام تهدف لإيصال رسالة بأن غزة قادرة على النهوض من بين الحطام، وأن الحروب لا يمكنها أن تقتل الأمل".
رابط فيديو العرس على يو تيوب
https://youtu.be/s2tqSqgXufw?si=lS1prJlT9cbQvNev