تحديثات الأخبار

التوحيد… أساس الدين وعمود النجاة
 
إن أعظم ما يجب على العبد معرفته وتمسكه هو توحيد الله جلّ وعلا؛ فهو الأصل الذي تُبنى عليه العقيدة، والركن الذي تُقام به الأعمال، والميزان الذي يُفرّق به بين السعيد والشقي. 
 
أول واجب على الإنسان
 
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
 
“أول ما يجب على العبد معرفةُ الرب تعالى، وهي أصل السعادة ورأسها.”
 
وبيّن العلماء أن التوحيد هو أول ما دعا إليه النبي ﷺ وأول ما أمر به أمته، كما قال الإمام ابن باز رحمه الله:
 
“أول ما يجب على المكلف هو توحيد الله، والشهادة له بالعبادة، فهذا أساس الدين، وهو حق الله على عباده.”
 
ولذلك كان التوحيد باب الدخول إلى الإسلام، فمن لم يحقق هذه الكلمة في قلبه واعتقاده وعمله، لم تنفعه الأعمال مهما كثرت.
 
غاية وجود الإنسان
 
لقد قال الله تعالى بجلاء قاطع: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، والعبادة عند أهل العلم هي غاية الذل مع كمال المحبة لله. وهذا لا يتحقق إلا بتحقيق التوحيد.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
 
“الغاية من خلق الإنسان هي عبادته تعالى وحده لا شريك له، وهذه العبادة لا تحصل إلا بالتوحيد، فهو روحها ولبّها.”
 
ومن هنا يتبين أن التوحيد ليس موضوعًا نظريًا، بل هو الغاية التي لأجلها خلق الله الخلق وأنزل الكتب وأرسل الرسل.
 
التوحيد هو الأصل والميزان
 
يقول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد:
 
“اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو أعظم ما أمر الله به، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك.”
 
وشرح العلماء ذلك بأن التوحيد هو الميزان الحقيقي للأعمال. فلا يقبل الله عملاً دون إخلاص وتوحيد، ولو كان كثيرًا.
 
قال الإمام الطبري رحمه الله:
 
“التوحيد أساس الأعمال، فمن لم يوحد الله لم تنفعه أعماله، وإن كثرت.”
 
لماذا التوحيد أعظم ما يتعلمه المسلم؟
1. لأنه سبب النجاة في الدنيا والآخرة.
قال النبي ﷺ لابن عباس: “إذا سألت فاسأل الله” — وهو تعليم للتعلق بالله وحده.
2. لأنه يطمئن القلب ويحرره.
قال ابن القيم: “لا سعادة للعبد ولا نعيم ولا صلاح إلا بتوحيد ربه.”
3. لأنه يجمع القلب ولا يشتته.
فمن عرف ربًا واحدًا، عرف طريقًا واحدًا، ولم يتفرق قلبه بين الخلق.
 
وفي الختام إن التوحيد ليس مجرد معلومةٍ تُحفظ، بل هو حياة تُعاش، ويقين يُملأ به القلب، ومنهجٌ يسير عليه العبد في علاقته بربه وفي نظرته للدنيا. وكلما صدق العبد في توحيده، قويت صلته بالله، وانشرحت نفسه، واستقام أمره