هآرتس: نتنياهو يتذرّع بالحروب للهروب من المساءلة وإسرائيل في طريقها لانهيار داخلي
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا لاذعا، انتقدت فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بن يامين نتانياهوبشدة، واتهمته بالتصعيد المتعمد لنطاق الحرب في كل من غزة ولبنان، للهروب من المساءلة القانونية، والبقاء في منصبه.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تصعيد الحروب من قبل نتانياهو، يأتي بالتزامن مع تفكيك ما تبقى من مؤسسات الدولة وتحديدا القضائية، في محاولة منه للهروب من العدالة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن نتانياهو وحلفاءه في اليمين الإسرائيلي، يعملون على تهيئة الأرضية لاستئناف حرب واسعة النطاق في غزة ولبنان، لإفشال خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستغلين غياب صرامة البيت الأبيض في متابعة تنفيذ الخطة.
ووصفت "هآرتس" تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته في كل من غزة وجنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة، بـ "المناورة المحسوبة" لاختبار حدود الاتفاقات القائمة.
ووفقا للصحيفة، فإن نتنياهو حوّل صدمة 7 أكتوبر، إلى أداة سياسية، مستغلّاً استعادة جميع الأسرى والجثامين، لتوسيع هامش مناوراته في رفع وخفض ألسنة اللهب كما يشاء.
ونوّهت إلى أن نتانياهو مع اقتراب موعد الانتخابات، يسعى لتسويق نفسه ك "عمدة الأمن الإسرائيلي"، متجاهلاً مسؤوليته عن أكبر فشل أمني في تاريخ إسرائيل.
وأكدت "هآرتس" أن مماطلة حكومة نتانياهو في تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث الـ 07 من أكتوبر، لا تعتبر استخفافا بالقضاء الإسرائيلي فحسب، بل وبالدولة بأكملها، لافتة إلى أن اللجنة التي شكلها الحكومة ليست إلا شكلية، لذر الرماد في العيون.
وأشارت إلى أنه على الرغم من إقالة معظم المسؤولين الكبار، (وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية السابقين)، إلا أن نتنياهو لم يتحمّل أي مسؤولية، رغم كونه المسؤول الأول في الدولة وقت وقوع الكارثة.
وطالبت ترامب، بالضغط الجدّي على نتنياهو، محذرة من مآرب ما وصفته بـ "الشيك السياسي" الذي منحته إياه واشنطن، مشيرة إلى أن "رصيده يوشك على النفاذ".
وأشارت إلى أن إسرائيل تواجه انهيارا مؤسساتيا وأخلاقيا، غير مسبوقين في تاريخها، وأن ممارسات نتنياهو تمثل خيانة ثانية "لضحايا" الـ 07 من أكتوبر، مشيرة إلى أن الخيانة الأولى تمثلت في ترك الأسرى الإسرائيليين يواجهون مصيرهم المرعب مدة عامين كاملين في غزة.
واختتمت الصحيفة بالقول: " إن نتنياهو يتعامل مع إسرائيل كملكية خاصة، لا كدولة ذات سيادة، وأن تحالفه مع قوى اليمين، سيجر إسرائيل إلى فوضى سياسية وانهيار داخلي لا تحمد عقباه.