فضائح متتالية تطفو على السطح يوما بعد يوم في إسرائيل
شهدت إسرائيل أمس الأحد حالة استنفار أمني على إثر اختفاء المدعية العسكرية العامة "يفعات يروشالمي" في ظروف غامضة، بعد أيام من إقالتها وف تحقيق جنائي معها في فضيحة قاعدة "سديه تيمن العسكرية".
وبعد عمليات بحث طويلة عن "يروشالمى"، استخدمت فيها طواقم الأمن والدفاع المدني الكلاب البوليسية والمسيرات المزودة بكاميرات حرارية، وزوارق التمشيط البحرية، تم العثور على سيارتها قرب شاطئ تسوك في تل أبيب، لكن دون العثور عليها شخصيا.
وأثارت القضية جدلا واسعا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن عثور طواقم البحث على رسالة وداع تركتها "يروشالمى" داخل سيارتها قبل اختفائها، مرجحين احتمال انتحارها غرقا.
من جهتها نفت النيابة العسكرية الإسرائيلية، صحة عثورها على أية رسائل وداع "ليروشالمي"، وأعلنت في وقت لاحق أنها عثرت على المدعية العامة وأنها بخير، ومحالة للتحقيق في قضية تسريبات سجن "سديه تيمن"، لكن دون الإفصاح عن أية معلومات حول محاولتها الانتحار.
وتأتي قضية اختفاء "يروشالمى"، بعد أيام من فتح تحقيق جنائي ضدها بتهمة تسريب معلومات بالغة الحساسية وتتعلق بـفضيحة قاعدة سديه تيمن العسكرية، التي انتشر فيها مقطع فيديو يوثّق تعرض أسرى فلسطينيين من قطاع غزة للاعتداء الجنسي والتعذيب على أيدي جنود وضباط إسرائيليين.
ووفقا للإعلام العبري، فإن تسريب المقطع تم بعلم بعض كبار المسؤولين في النيابة العسكرية، بما فيهم "يروشالمى"، ما أدى إلى زعزعة غير مسبوقة في الثقة بين المؤسستين القضائية والعسكرية في إسرائيل.
وشكّل المقطع المسرب فضيحة مدوية لصورة إسرائيل أما الرأي العام العالمي، وأثار استهجان العديد من المؤسسات الحقوقية والقانونية في المحافل الدولية، واصفينه بـ "أحد أبشع المشاهد التي توثق ارتكاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية جرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى الفلسطينيين.
ووفقا لمحللين إسرائيليين، فإن فضيحة التسريب وتورط مسؤولين في النيابة العسكرية فيها، بالإضافة إلى الغموض في حادثة اختفاء "يروشالمي"، تكشف
عن صدع عميق وصراع على النفوذ بين كل من الحكومة والقضاء والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل منذ شهر آذار 2023 تشهد صراعا جليا بين تيار متمسك بضرورة تعزيز الشفافية والمحاسبة داخل مؤسسات الدولة،ووو وآخر يخشى امتدادها إلى القيادات السياسية والعسكرية التي تواجه أصلا أزمات متراكمة على المستويين المحلي والدولي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء "بن يامين نتانياهو، ووزراء سابقين وحاليين في حكومته.