أبو عمار... القائد الذي رحل جسداً وبقي نهجاً ووطنًا
في الذكرى الحادية والعشرين لرحيله.. ياسر عرفات رمز النضال الحاضر في وجدان الفلسطينيين
يصادف اليوم، الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 11-11، الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد القائد الرمز والرئيس ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي شكّل رحيله محطة أليمة في الذاكرة الوطنية الفلسطينية، بعد عقود من النضال المتواصل من أجل الحرية والاستقلال.
تحلّ هذه الذكرى في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني حرب إبادة وتطهير عرقي ، حيث تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي من قتل ودمار واعتقالات وتهجير يومي في مختلف مدن الضفة الغربية ولا سيما في قطاع غزة، الذي ينزف منذ أسابيع طويلة، مسجلاً حتى اللحظة أكثر من 70 شهيداً 200مصاباً، وسط أوضاع إنسانية كارثية غير مسبوقة.
في مثل هذا اليوم من كل عام، يتجدد الحزن وتتعاظم ذكرى فقدان قائد خاض معارك التحرر على مدار عقود طويلة، وواجه بشجاعة صلبة الحصار والعدوان، حتى ارتقى شهيداً في العام 2004 بعد حصار إسرائيلي دام أكثر من ثلاث سنوات لمقره في رام الله (المقاطعة).
ولد الرئيس الراحل في القدس في الرابع من آب عام 1929، واسمه الكامل محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني. تلقى تعليمه في القاهرة، وشارك ضابطاً احتياطياً في الجيش المصري خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. درس الهندسة في جامعة فؤاد الأول، وانخرط مبكراً في النشاط الوطني عبر اتحاد طلبة فلسطين الذي ترأسه لاحقاً.
في الخمسينيات، شارك مع نخبة من المناضلين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، ليصبح بعد ذلك ناطقها الرسمي عام 1968، ثم يُنتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، خلفاً لأحمد الشقيري ويحيى حمودة.
وفي عام 1974، وقف أبو عمار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مخاطباً العالم بقوله الشهير:
"جئتكم حاملاً غصن الزيتون بيد، وبندقية الثائر باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي."
كلمة خالدة لخصت نهجه القائم على الجمع بين الكفاح المسلح والسعي للسلام العادل
رغم غيابه الجسدي، ما زال إرث "أبو عمار" حاضراً في وعي ووجدان الشعب الفلسطيني وقيادته، كرمز للوحدة والثبات على الثوابت الوطنية رحل "أبو عمار" جسداً، لكنه ترك إرثاً نضالياً ووطنياً راسخاً، تجسده اليوم مواقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، التي تواصل السير على نهجه في التمسك بالثوابت الوطنية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال حتى النصر .