تحديثات الأخبار

بيت لحم / مارينا بوست- فاقمت الأمطار الغزيرة التي هطلت اليوم الثلاثاء من مأساة النازحين في قطاع غزة.

 حيث أدت إلى غرق عشرات الخيام التي تؤوي مئات العائلات في منطقة المواصي جنوبي خان يونس.واصل طواقم الإنقاذ استجابتها العاجلة لبلاغات متعددة بشأن غرق عشرات الخيام ضمن مخيمات النازحين في المنطقة.

 وفي شهادات مباشرة، أكد النازحون أن مئات الخيام تحولت إلى مستنقعات طينية وبرك مياه، مما أسفر عن تسرب المياه بالكامل وتدمير ما تبقى من ممتلكاتهم البسيطة وفراشهم.

كما أن تحول طرقات النزوح إلى طين كثيف جعل الحركة شبه مستحيلة، مما ضاعف من عزلة الأسر المتضررة وصعوبة وصول أي مساعدة إليهم.

هذه الظروف الجوية القاسية لم تقتصر على الأضرار المادية، بل شلت كافة مظاهر الحياة اليومية في المخيمات.

 أصبح الحصول على الماء الصالح للشرب أو إعداد الطعام مهمة بالغة الصعوبة في ظل الطين الذي يغطي كل شيء. كما أن غياب البنية التحتية المناسبة للصرف الصحي يزيد من المخاوف بشأن انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، مما يهدد صحة مئات الآلاف من الأشخاص المكدسين في بيئة غير صحية.

تفاقم المعاناة وسط الدمار والتحذيرات الأممية

تأتي هذه الكارثة الجوية لتزيد من وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني أصلاً من دمار هائل؛ فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى تدمير أو تضرر 92% من المباني السكنية.

تتزايد المعاناة الإنسانية بشكل خاص بين فئتي الأطفال وكبار السن، الذين أصبحوا عرضة مباشرة لآثار البرد القارس المصاحب للأمطار. ويتفاقم هذا الوضع بسبب النقص الحاد والخطير في الإمدادات الأساسية كـ وسائل التدفئة، والأغطية، والملابس الشتوية.

وفي ظل هذه الظروف المعيشية القاسية وغير الآمنة داخل الخيام التي غمرتها المياه، يطلق النازحون نداء استغاثة عاجلاً إلى كافة الجهات الإنسانية والمجتمع الدولي، مطالبين بتدخل فوري وسريع لتوفير الحماية والمساعدات الضرورية للتخفيف من وطأة هذه المأساة الشتوية.

إن هذا الواقع المتردي يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابة إنسانية عاجلة وموسعة لتغطية الاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من النازحين.

يجب العمل على تدارك هذا الوضع قبل أن تتحول الخيام الغارقة إلى بؤر للكوارث الصحية والإنسانية، لضمان حماية الفئات الأكثر ضعفاً من مخاطر البرد والمرض.