تحديثات الأخبار

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورًا رقميًا غير مسبوق، بات الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، وتحوّل من وسيلة تواصل إلى مركز اهتمام يومي، يهدّد – بحسب مختصين – بنشوء حالة من "العزلة الرقمية" التي تخنق العلاقات الاجتماعية داخل المجتمعات، رغم كثافة ما يُعرف بـ"الاتصال الدائم".

داخل المقاهي، في الحافلات، وعلى موائد الطعام، لا يُلاحظ الزائر سوى وجوه منحنية نحو الشاشات. وبينما يبدو أن الجميع متصل بالعالم، إلا أن الانفصال عن المحيطين أصبح السمة الغالبة.

دراسات حديثة نشرتها منظمات صحية عالمية كشفت أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية مرتبط بارتفاع معدلات القلق الاجتماعي، ضعف مهارات التواصل المباشر، وزيادة الشعور بالوحدة، خاصة في فئة المراهقين والشباب.

وتشير تقارير محلية إلى أن 3 من كل 5 أسر فلسطينية تعاني من ضعف التفاعل الأسري بسبب "انشغال الأفراد بالهواتف".

أمام هذا المشهد، ترتفع أصوات تربوية ونفسية تطالب بإعادة التوازن في استخدام التكنولوجيا، من خلال حملات توعية، وتنظيم أوقات استخدام الهواتف، وتفعيل الأنشطة الاجتماعية داخل الأسرة والمدرسة.

في عالم لا يتوقف عن الإشعاع، يبدو أن اللحظة الأهم هي التي نُطفئ فيها الشاشات، ونُصغي حقًا لمن بجانبنا. فربما نكتشف أن أقصر الطرق إلى السعادة، لا تمر عبر "واي فاي"، بل عبر لمسة، كلمة، أو نظرة حقيقية