بين النجوم والوهم: لماذا نؤمن بالأبراج؟”
في كل صباح، يفتح البعض هواتفهم لا لقراءة الأخبار، بل لمعرفة ما تخبئه لهم الكواكب.
“برجك اليوم”، “الحظ في انتظارك”، “تجنب المواجهات اليوم، عطارد في تراجع”… جُمل بسيطة لكنها تسكن عقول الملايين.
فلماذا نؤمن بالأبراج؟ وماذا يقول علم النفس عن هذه الظاهرة؟
الأبراج هي تقسيمات فلكية تعتمد على موقع الشمس في السماء عند ولادة الشخص، وتنقسم إلى 12 برجًا. يُقال إن كل برج يحمل صفات محددة تؤثر في شخصية الإنسان وسلوكه، وتربطه بعناصر كونية مثل النار، التراب، الهواء والماء.
لماذا يؤمن الناس بالأبراج؟
1.حب الإنسان لمعرفة المستقبل
نحن بطبيعتنا نخاف المجهول. والأبراج توهمنا أننا نملك خريطة للغد.
2.البحث عن الذات
كثيرون يجدون في أوصاف الأبراج تفسيرًا لأنفسهم، حتى لو كانت عامة أو مبهمة.
3.التأثير الاجتماعي والإعلامي
الأبراج اليوم أصبحت صناعة: مجلات، تطبيقات، قنوات، وشخصيات مشهورة تروج لها.
4.نظرية “بارنوم”
علماء النفس يفسرون هذا الإيمان بأن العبارات المستخدمة في الأبراج عامة جدًا، بحيث يشعر كل شخص أنها تنطبق عليه، رغم أنها قد تنطبق على أي أحد.
هل هناك دليل علمي على صدق الأبراج؟
حتى اليوم، لا توجد أدلة علمية قوية تثبت أن تاريخ ميلاد الشخص يؤثر بشكل مباشر على شخصيته أو مستقبله.
علم الفلك (Astronomy) يختلف تمامًا عن علم التنجيم (Astrology) الذي تصنَّف تنبؤاته ضمن العلوم الزائفة (Pseudo-science).
بين الإيمان والتسلية...
ليس خطأ أن تقرأ برجك من باب التسلية، لكن الخطير أن تبني قراراتك، علاقاتك، أو حكمك على الناس بناءً عليه.
أن ترفض شخصًا فقط لأنه “برج الجدي”، أو أن تدخل علاقة لأن “الأسد ينسجم مع الحمل” قد يضيع منك فرصًا حقيقية.
الخلاصة...
الإيمان بالأبراج ليس عيبًا بحد ذاته، لكن الإيمان الأعمى بها قد يقودنا إلى قرارات سطحية واعتقادات غير منطقية.
فبدل أن ننتظر ما تخبئه الكواكب، ربما علينا أن نبحث عمّا نخبئه نحن في داخلنا… فالحياة لا تُقرأ من السماء، بل تُصنع على الأرض