يُعد محمود درويش أحد أعمدة الشعر العربي المعاصر، ورمزًا أدبيًا وثقافيًا للقضية الفلسطينية. وُلد في قرية البروة قرب عكا عام 1941، وعاش طفولته في خضم النكبة والشتات، وهو ما شكّل وعيه الوطني والإنساني، وانعكس بعمق في أشعاره.

تميّز درويش بقدرته الفريدة على المزج بين الحب والوطن، بين الحنين والمنفى، بين المقاومة والجمال. لم تكن قصائده مجرّد كلمات غاضبة، بل كانت سيمفونيات لغوية تُحاكي الوجدان، وتحمل في طياتها همًّا إنسانيًا يتجاوز حدود فلسطين. كتب عن الأرض، والهوية، والحرية، والحب، بلغة شاعرية تلامس القلب والعقل في آنٍ واحد.

أشهر دواوينه "عاشق من فلسطين"، و"أثر الفراشة"، و"جدارية"، و"لماذا تركت الحصان وحيدًا"، وغيرها. وقد غدت بعض قصائده أيقونات في الثقافة العربية مثل: "سجل أنا عربي"، التي رسخت اسمه في ذاكرة الشعوب العربية منذ الستينات.

تولى درويش عدة مناصب ثقافية، منها عضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئاسة تحرير مجلة الكرمل. ورغم نفيه المتكرر من فلسطين، بقيت فلسطين حاضرة في كل مفردة كتبها.

توفي محمود درويش عام 2008 في الولايات المتحدة بعد عملية قلب، لكن صوته بقي خالدًا، يحمل رسالة المقاومة والحب والجمال لكل الأجيال. يُعتبر اليوم أحد أبرز الشعراء في العالم العربي، وأحد أهم الأصوات الشعرية المدافعة عن الكرامة و الإنسانية.