التقويم… من الطبيعة إلى التوقيت:

منذ القدم، سعى الإنسان إلى تنظيم وقته ومعرفة الأيام والشهور، فاعتمد على الظواهر الطبيعية ومراقبة السماء. ومن هذه الظواهر: تعاقب الليل والنهار، طلوع الشمس، ظهور القمر وتغيّر شكله، المد والجزر، الفصول، وحركة النجوم. كما لاحظوا هجرة الطيور وتزاوجها، فربطوا هذه الأحداث بتوقيتات ثابتة، ووضعوا تقاويم تساعدهم في معرفة المواسم، وتنظيم حياتهم، وتوثيق الأحداث والمناسبات.

ومع مرور الزمن، اخترع الإنسان الساعة، وبدأ في تقسيم اليوم إلى ساعات، والشهر إلى أسابيع، والسنة إلى شهور وأيام.

كيف تم قياس الزمن؟

اعتمد القدماء على دوران الأرض حول محورها، وحركة القمر حول الأرض، لتحديد الشهور والسنين.

واستخدموا في ذلك نوعين من الأيام:

  •  اليوم النجمي: يقاس بالفترة بين مرور نقطة الاعتدال الربيعي مرتين فوق خط الزوال.
  •  اليوم الشمسي: يقاس بالفترة بين عبور مركز الشمس لنفس النقطة على خط الزوال مرتين متتاليتين.

أقسام الشهر القمري:

  1. الشهر الشرعي: يبدأ من رؤية الهلال إلى ظهور الهلال الجديد.
  2.  الشهر الفلكي الحقيقي: يُحسب من اكتمال دورة القمر حول الأرض بعد اقترانه بالشمس.
  3. الشهر الاصطلاحي الوسطي: هو تقدير تقريبي متوسط لطول الشهر، يختلف من شهر لآخر.

أسماء الأشهر العربية وسبب تسميتها:

  •  محرم: لتحريم القتال فيه.
  •  صفر: لخلو مكة من أهلها أو لغاراتهم.
  • ربيع الأول وربيع الآخر: لظهور العشب والزهور.
  •  جمادى الأولى والآخرة: لوقوعهما في الشتاء وتجمّد الماء.
  •  رجب: كان العرب يتركون القتال فيه.
  • شعبان: لتشعّب القبائل فيه.
  •  رمضان: من “الرمضاء” أي شدة الحر.
  • شوال: كانت الإبل تشول بأذنابها فيه.
  • ذو القعدة: يقعد الناس فيه عن السفر.
  • ذو الحجة: وهو شهر الحج.

أسماء أيام الأسبوع قديمًا وحديثًا:

  • الأحد: أول
  • الاثنين: أهون
  • الثلاثاء: جبار
  • الأربعاء: دبار
  • الخميس: مؤنس
  • الجمعة: عروبة
  • السبت: شيار

خاتمة:

وهكذا نرى أن التقويم كان نتيجة ملاحظة دقيقة للطبيعة والنجوم، ويمثّل محاولة الإنسان لتنظيم حياته منذ أقدم العصور.