تحديثات الأخبار

منذ عقود، لم يكن الذكاء الاصطناعي (AI) سوى فكرة خيالية تُطرح في أفلام الخيال العلمي، تُظهر آلات تفكر وتتحرك وتحكم العالم. أما اليوم، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من حياتنا اليومية، يرافقنا في هواتفنا، وسياراتنا، ومنازلنا، بل وحتى في قراراتنا الشخصية والمهنية.

من البداية إلى الطفرة:

بدأ الذكاء الاصطناعي كمحاولات بدائية لتقليد العقل البشري في خمسينات القرن الماضي. ومع تطور الحوسبة وظهور "التعلم العميق" و"البيانات الضخمة"، انفجر المجال بسرعة مذهلة. لم يعد AI مجرد أداة لحل المعادلات، بل بات يكتب نصوصًا، يرسم صورًا، يتنبأ بالأمراض، ويقود سيارات وغيرها الكثير من المهام .

اصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يدعم الانسان دعم لا يقدر بثمن حيث انه في المجال الطبي، ساعد الأطباء في تشخيص الأمراض النادرة بسرعة ودقة. وفي التعليم، وُجدت منصات تفاعلية تُكيّف المحتوى حسب مستوى الطالب. أما في المنازل، فالمساعدات الصوتية مثل "سيري" و"أليكسا" جعلت من التقنية شريكًا يوميًا في الحياة.

لكن... هل بدأ بالسيطرة؟

رغم الفوائد، تزداد المخاوف من أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد أداة. فهناك شركات تترك قرارات التوظيف أو القروض لبرمجيات ذكية، مما يثير سؤالًا خطيرًا: هل نحن بصدد تسليم قراراتنا للآلة؟

وحتى على المستوى العالمي، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ( AI ) في المراقبة، والتأثير على الرأي العام، وحتى في أنظمة الأسلحة. فهل نحن نُمهّد لطريقٍ تصبح فيه الآلة "سيدًا" بدل أن تكون "خادمًا"؟

🔹 لماذا "نعم"؟

لأن هناك مؤشرات واقعية تدعم هذا الخوف:

1. أصبح البشر يعتمدون بشكل شبه كلي على الذكاء الاصطناعي في الطب، التعليم، الأمن، المال، وحتى العلاقات الشخصية.

2. الأنظمة الذكية بدأت تتخذ قرارات لا يفهمها حتى مبرمجوها (مثل شبكات الذكاء الاصطناعي التوليدي أو شبكات التعلّم العميق).

3. نُسلّم قراراتنا للذكاء الاصطناعي (كما في تقييم الوظائف أو تحديد الجناة عبر أنظمة التعرف).

4. بعض الناس باتوا يرون في الذكاء الاصطناعي مرجعًا أعلى، لا يُخطئ، لا يُراجع، ولا يُناقش.

🔹 لماذا "لا

لأن الذكاء الاصطناعي لا يزال – حتى الآن – أداة من صنع البشر:

1. ليس لديه مشاعر أو نوايا، بل هو يعالج بيانات بناء على ما نغذيه به.

2. نحن من يضع الحدود: بإمكاننا تشريع قوانين وتنظيمات تمنع الانفلات (كما تفعل أوروبا في "قانون الذكاء الاصطناعي").

3. الوعي العالمي يتزايد: هناك منظمات ومفكرون وشركات تعمل على ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أخلاقيًا وآمنًا وخادمًا للبشرية.

لجواب باختصار: نعم، إذا لم نكن حذرين.

ولا، إذا أحسنا التوجيه ووضعنا الحدود.

فهو نهاية مفتوحة… بيد الإنسان

و الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي ليس شريرًا ولا طيبًا، بل هو مرآة تعكس نوايانا البشرية. إذا استخدمناه بحكمة، فسيكون أعظم صديق للإنسان في القرن الحادي والعشرين. وإن أهملنا مسؤوليتنا، فقد يصبح خطرًا يخرج عن السيطرة.

المستقبل ليس مكتوبًا مسبقًا… بل نحن من نكتبه بتوازن بين الابتكار والأخلاق.