تحديثات الأخبار

مع دخول الشرق الأوسط مرحلة جديدة من التهدئة بعد تصعيد حاد، بدأت الأسواق العالمية بإعادة صياغة تعاملاتها للتكيف مع التغيرات المتسارعة. جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما فتح المجال لإعادة تقييم مخاطر ومكاسب الأصول الاستثمارية.

هذا التطور، الذي أدى مؤقتًا إلى تقليل التوتر الجيوسياسي، ترك أثره على الأصول الآمنة وأخذ يعيد تشكيل المشهد الاستثماري. شهد الذهب تراجعًا ملحوظًا نتيجة انخفاض الإقبال على الأصول الدفاعية، بينما استفادت العملات المشفرة بقيادة البيتكوين من التحولات في المزاج العام والتفاؤل النسبي بشأن المستقبل.

تراجع الذهب انعكس بشكل واضح حيث هبطت أسعاره بنحو 1.5% في معاملات الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أسبوعين، إذ فقد الذهب بريقه كملاذ آمن مع إعلان وقف النزاع في المنطقة. وصل سعر الأونصة في المعاملات الفورية إلى حوالي 3339 دولارًا بعد تسجيل مستويات منخفضة في وقت سابق.

بينما أكد خبراء أن التحول الواضح نحو المخاطرة قد دفع المستثمرين للابتعاد عن الذهب مؤقتًا، أشار المحلل ريكاردو إيفانجليستا إلى أن هناك مستوى دعم قوي للذهب عند 3300 دولار للأونصة، وهو ما يعني أن الانخفاض الكبير قد يكون محدودًا.

من جهة أخرى، استفادت أسواق الأسهم العالمية من الأجواء الإيجابية، مع ارتفاع المؤشرات العالمية وانخفاض أسعار النفط. إلا أن المستثمرين يترقبون شهادة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي قد تحمل إشارات مهمة حول توجه أسعار الفائدة التي تمثل عاملًا رئيسيًا يحدّد مسار الاستثمارات العالمية.

في ظل خفض متوقع لأسعار الفائدة بمقدار 57 نقطة أساس بنهاية العام، تظهر المعادن الثمينة مثل الذهب قوتها في بيئة من هذه النوعية. لكن تبقى حالة الغموض السياسي والاقتصادي عاملًا يؤثر على استقرار تلك الأسواق.

على الجانب الآخر، نجحت العملات المشفرة في اقتناص الفرصة لإظهار مكاسب ضخمة، حيث ارتفع سعر البيتكوين تجاوزًا لـ 105 آلاف دولار بعد التذبذب في الأيام الماضية. كذلك، استفادت الإيثريوم والعملات الأخرى مثل سولانا، التي حققت مكاسب بارزة بلغت أكثر من 4% لتصل إلى 143 دولارًا.

وما يزيد من أهمية هذه المكاسب هو التفاؤل الذي يعم أسواق العملات الرقمية مدعومًا بتغييرات سياسية واقتصادية جوهرية. ومع ذلك، ترى خبيرة الأسواق حنان رمسيس أنه بالرغم من تحسن شهية المخاطرة تجاه العملات المشفرة، يجب الحذر من غياب الدعم المؤسسي الكبير الذي قد يؤدي إلى تقلبات حادة في المستقبل.

أما بالنسبة للذهب فتظل التوقعات إيجابية على المدى الطويل، حيث ترى مؤسسات مثل بنك ANZ أن الذهب قد يعود للارتفاع تدريجيًا ليصل إلى مستويات أعلى تصل إلى 3600 دولار للأوقية بنهاية العام، وربما يشهد استقرارًا أكبر بحلول 2025 مع تراجع التقلبات المحيطة بالاقتصاد العالمي.

في النهاية، يبقى الذهب خيارًا مثاليًا لكثير من المستثمرين الباحثين عن ملاذٍ آمن في ظل أي تهديدات أو انعدام يقين سياسي مستمر. ومع ذلك، تظهر العملات الرقمية كبديل جذاب لمن يفضلون المجازفة بحثاً عن مكاسب مرتفعة.

المرجع: سكاي نيوز عربية