مهرجان الباذنجان البتيري : احتفاء بالتراث والصمود
يُعد مهرجان الباذنجان البتيري حدثًا سنويًا يُقام في قرية بتير غرب مدينة بيت لحم، ويحتفل بثمرات الأرض وتراث الزراعة الخاص بالمنطقة، وخاصة صنف الباذنجان الفريد الذي يشتهر به منذ القدم، وصار رمزًا للهوية والمقاومة الفلسطينية.فكرة المهرجان
ينظم المجلس البلدي في بتير مهرجان الباذنجان البتيري في منتصف شهر آب/أغسطس من كل عام، ويُعد تقليدًا سنويًا ينتظره السكان والزوار ، ويتكرار في هذا العام الحدث تحت عنوان "سوق الباذنجان البتيري السابع"، اشتمل على فعاليات زراعية، ثقافية واقتصادية، بدعم من بلدية بتير وجمعية نساء الشمس، وبرعاية وزارة الزراعة، محافظة بيت لحم، ووزارة السياحة والآثار .
أهداف المهرجان ورسائله
يهدف المهرجان إلى تحقيق عدد من الرسائل تتمثل في الآتي:
- تعزيز صمود المزارع الفلسطيني ودعمهم ماديًا وتسويقيًا من خلال توفير منصة لعرض المنتجات الزراعية المحلية .
- تجسيد الارتباط بالأرض ومقاومة سياسات الاستيطان، لا كحدث زراعي أو تراثي فقط، بل كرسالة سيادية وأصالة .
- دفع السياحة الداخلية وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث دعا المنظمون الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة وشراء المنتجات التراثية .
الشخصيات والمتحدثون في المهرجان
شارك المهرجان محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، الذي وصف الحدث بأنه دليل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم الظروف الصعبة، وكذلك حضور وكيل وزارة الزراعة طارق أبو لبن، الذي أكد أن الزراعة هي "عماد الاقتصاد الفلسطيني" وأن الوزارة تعمل على دعم المزارعين لضمان استمرار الإنتاج الزراعي .
من جهة أخرى، أطلق رئيس بلدية بتير زكي البطمة وشخصيات من المجتمع المدني رسائل فخر بالمهرجان كجزء من الهوية الزراعية والأرضية للبلدة . كما دعمت جمعية نساء الشمس الحدث لتمكين المرأة ودعم أصحاب الحرف الصغيرة وصولًا إلى تطوير المنتجات وتسويقها .
الميزات الزراعية والتراثية للباذنجان البتيري
يتميز هذا النوع من الباذنجان بلونه البنفسجي الفاتح وقشرته الرقيقة ولحمه الأبيض الناعم، وهو خالٍ من البذور تقريبًا، ما يمنحه سمعة خاصة في المطابخ الفلسطينية، لا سيما في طبق "المقلوبة" الشهير ، فهو يُزرع فقط في بتير، ويُعتبر أحد الأمثلة على الحصافة الزراعية والتراثية في فلسطين، إذ يحظى بحماية من محاولات النسب أو السرقة من قبل جهات أخرى .

أبرز النشاطات والورش المصاحبة
اشتملت فعاليات المهرجان على فقرات فنية (كالعروض والشعر)، وورش عمل ومعارض لمنتجات تراثية وعصرية، تعكس التنوع الثقافي والحرفي في البلدة ، وتم عرض منتجات يدوية وحرف تقليدية من إنتاج نساء البلدة، ما يضفي بعدًا اجتماعيًا وتمكينيًا إضافيًا للحدث .
أهمية المهرجان
يمثل هذا الحدث السنوي فكراً ثقافيًا ونموذجًا يحتذى في الحفاظ على التراث الزراعي والهوية الوطنية، خصوصًا في ظل التحديات السياسية والمكانية التي تواجهها بتير كقرية على الخط الأخضر ، ومن الناحية الإقتصادية، يوفر دخلًا إضافيًا للمزارعين والمشاركين ويعزز الوعي المجتمعي بأهمية دعم المنتج المحلي، وفي الجانب السياحي، يُساهم المهرجان في رفع اهتمام الزوار والتعريف بقرى الضفة الغربية وأصالتها، إلى جانب زيارتهم للمناظر الطبيعية المحيطة.
يتخطى مهرجان الباذنجان البتيري كونه احتفالًا زراعيًا ليكون تجسيدًا حقيقيًا للهوية، المقاومة، التراث، والاقتصاد المحلي، إذ يُمثل حكاية أرض تُزرع بالأمل، وتراث يُدافع عنه بصوت الفلاح الفلسطيني الصامد.