الأسوأ منذ عقدين: زلزالان يضربان أفغانستان ويوقعان آلاف الضحايا
مارينا بوست- كابول- دخلت أفغانستان في دوامة مأساة إنسانية جديدة بعد أن ضربها زلزالان قويان خلال يومين متتاليين، أسفرا عن مقتل أكثر من 1,400 شخص وإصابة أكثر من 3,000 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع، وفق مصادر رسمية.
زلزال شرق أفغانستان
في 31 أغسطس 2025، ضرب زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر ولايتي كونار وننغرهار شرق البلاد، ما أدى إلى انهيار أكثر من 5,000 منزل، معظمها مبنية من الطين، لتتحول القرى الجبلية النائية إلى كتل من الركام، ويُحتجز مئات السكان تحت الأنقاض.
زلزال ثانٍ يزيد المأساة
بعد أقل من 48 ساعة، وقع زلزال ثانٍ بقوة 5.2 درجات شمال شرق جلال آباد في 2 سبتمبر، مما فاقم معاناة السكان وعطّل عمليات الإنقاذ. الانهيارات الأرضية وصعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية شكّلت تحدياً إضافياً أمام فرق الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة.
جهود إنقاذ دولية
تواجه السلطات الأفغانية، وسط بنية تحتية ضعيفة وموارد محدودة، صعوبة كبيرة في الاستجابة. وسارعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية مثل الصليب الأحمر و"أطباء بلا حدود" إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، فيما أعلنت دول من بينها المملكة المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي والصين عن إرسال مساعدات مالية وإمدادات إغاثية.
كوارث سابقة
الكارثة الأخيرة وُصفت بأنها الأعنف منذ عقدين، حيث أعادت إلى الأذهان زلزال أكتوبر 2023 الذي ضرب إقليم هرات وأودى بحياة أكثر من 2,400 شخص، وزلزال 2015 في بدخشان الذي خلّف أكثر من 400 قتيل. إلا أن تتابع زلزالين في فترة قصيرة جعل الوضع الحالي أكثر تعقيداً وخطورة.
أزمة إنسانية متفاقمة
تأتي هذه الكارثة في وقت يعاني فيه البلد من جفاف حاد ونقص غذاء مزمن. وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 23 مليون شخص في أفغانستان بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال عام 2025، ما يجعل الاستجابة للكارثة الأخيرة عبئاً إضافياً على المجتمع الدولي.
استمرار البحث عن ناجين
رغم الظروف القاسية، تواصل فرق الإنقاذ رفع الأنقاض في القرى المدمرة، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا. ويؤكد مسؤولون محليون أن مئات العائلات لا تزال مفقودة، وأن الحاجة ملحّة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة لتفادي تفاقم الكارثة.