"مضيق هرمز على شفا الإغلاق: تصعيد إيراني-أمريكي وتأثير محتمل على أمن الطاقة العالمي"
تصاعدت التوترات مؤخراً حول مضيق هرمز عقب ضربات أميركية لمرافق نووية إيرانية. البرلمان الإيراني صوت لصالح إغلاق المضيق، ويقع القرار النهائي الآن لدى المجلس الأعلى للأمن القومي
أولاً: الخلفية الجيوسياسية والنووية
في 22 يونيو، شنت الولايات المتحدة ضربات دقيقة على مواقع نووية في إيران (فوردو، ناتانز، وأصفهان)، ما دفع البرلمان الإيراني للتصويت لمنع إغلاق المضيق .
قرار البرلمان يمثل رد فعل رمزيًا حتى الآن، لكن الوزراء الأمنيين والمجلس الأعلى هم من سيحدد المسار الفعلي .
ثانياً: الأهمية الاقتصادية لمضيق هرمز
يمر عبر المضيق نحو 20% من النفط العالمي يومياً، أي حوالي 18–20 مليون برميل
حوالي 21% من الغاز الطبيعي المسال العالمي (LNG) يُرسل عبره، ما يعزز تأثير الإغلاق على أسواق الطاقة
الدول الرئيسية المتضررة تشمل الهند، الصين، اليابان، وكوريا الجنوبية، بينما سلسلة التوريد في أوروبا تعد أيضاً عرضة للتأثر .
ثالثاً: انعكاسات السوق على الأسعار والاقتصاد
ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر بعد الضربات، ثم تراجعت قليلاً بسبب عدم اكتمال الشعور بالتأثير الدائم .
محللون من جولدمان ساكس أشاروا إلى احتمال وصول خام برنت إلى 90–110 دولار للبرميل في حال إغلاق فعلي للمضيق .
إغلاق المضيق سيؤثر على التضخم وقد يؤدي إلى ارتفاع في أسعار البنزين عالميًا، حتى بزيادة بسيطة في سعر النفط تؤدي إلى ضغوط اقتصادية
رابعاً: التوازن الإيراني — رهانات سياسية وقصيرة الأمد
تعتبر إيران تهديد الإغلاق أداة ضغط سياسي، لكنها تخاطر بخسائر كبيرة بسبب اعتمادها على نفس المضيق لتصدير نفطها إلى الصين ودول أخرى .
دعم البرلمان للقرار ربما يأتي في إطار حالة عاطفية للحظة وحشد للموقف الداخلي، وليس تمهيدًا لتنفيذ فوري .
خامساً: التطورات العسكرية والتوتر الإقليمي
أطلقت إيران أنظمة دفاع جوي متقدمة على جزر طنب وأبو موسى بهدف تعزيز سيطرتها على المضيق .
كما سجّلت سفن محلية أعطال في أنظمة تحديد المواقع (GPS) ضمن نفس المنطقة، في خضم حرب إلكترونية متصاعدة مع الولايات المتحدة .
الخلاصة والرؤى المستقبلية
المشهد الحالي يظهر تصعيدًا خطيرًا بين إيران والولايات المتحدة.
رغم التهديدات، يبقى إغلاق المضيق خطوة غير محسوبة استراتيجية، قد تضرّ بإيران أكثر مما تفيدها.
الأسواق العالمية تراقب الوضع عن كثب، ومستوى الأسعار يمكن أن يتأثر بشكل أكبر إن تحولت التهديدات إلى أفعال فعلية.
القرار النهائي الآن في يد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والغاية الأساسية تكمن في الضغط السياسي والدبلوماسي.