تحديثات الأخبار

كيف تؤثر الهجرة واللجوء على الهوية الإنسانية وهل تستحق الحدود أن تفرق بين البشر؟

الهوية هي الجانب الذاتي للفرد وتشمل معتقداته وقيمه وانتماءه لدولة معينة وولاءه لها .
الحدود لا تصنع الإنسان

منذ أن بدأ الإنسان يرسم على جدران الكهوف، وهو يبحث عن الانتماء، عن هوية، عن مكان يقول فيه: "هنا أنا". ومع تطور الحضارات، بدأ يرسم حدودًا، لا بالطباشير أو على الرمال، بل بأسلاك شائكة وجدران إسمنتية وخطوط في خرائط سياسية. لكن السؤال يبقى: هل تصنع هذه الحدود الإنسان؟ أم أن الإنسان هو من يصنع الحدود؟

الإنسان أكبر من خارطة

الإنسان بقيمه، بأحلامه، بكرامته، أعمق من أن يُحصر في خانة جواز سفر. نحن لا نختار أسماءنا ولا أوطاننا ولا آباءنا، لكننا نختار أن نحب أو نكره، أن نساعد أو نتجاهل، أن نكون بشرًا قبل أن نكون مواطنين.

الحدود تفصل بين الأجساد، أما الأرواح فتتلاقى رغم كل الأسلاك. قد تُمنع من السفر، لكن لا يمكن لأي حاجز أن يمنعك من الحلم، أو من الإحساس بإنسان يعاني في الطرف الآخر من الخريطة

حين تسقط الحدود

في الأزمات، تتلاشى الحدود. الزلازل لا تميز بين شمال وجنوب، والحروب لا تستأذن الجغرافيا. وقتها، نعود جميعًا إلى أصلنا: بشر يبحثون عن الأمان. عندها فقط نُدرك أن ما يجعلنا بشرًا ليس البطاقة الشخصية، بل الرحمة، والتضامن، والقدرة على مد يد العون.

ومن هنا نقول أن الانسان هو من يصنع الحدود ويتحكم بها سواء كانت حدود سياسية أو غيرها فهي تقسم مساحات الانسان وتنظم علاقاته.

الحدود السياسية قد تُرسم على الورق، لكنها لا تحدد حجم القلب، ولا عُمق الروح. الإنسان يُقاس بما يقدمه لا بمكان ولادته. دعونا نعيد النظر في الخرائط، لا لتمزيقها، بل لفهم أن ما يربطنا أكثر مما يفرقنا.

فالإنسان، في جوهره، بلا حدود.